الإفْرَاط يَضُرُّ الصِّحَّة الْعَقْلِيَّة

حوارات

تشير الصِّحَّة الْعَقْلِيَّة في هذه المقالة الى حالة ذهنية متوازنة، يكون فيها الانسان سليما من الناحية، العقلية والعاطفية، ولا يعاني من اضطرابات نفسيّة.

وهي أيضا حالة عقلية فيها سلامة وارتياح تجاه النفس والآخرين، ومن أشدّ طرق التفكير والسلوكيّات ضررا على الصِّحَّة الْعَقْلِيَّة في عالم اليوم هي ما تتّصف بالإفراط (تجاوز الحدّ المنطقي في الأقوال والأفعال).

ومن بعض أعراض الإصابة بمرض الإفْرَاط، وبعض أسبابه، وكيفية الشفاء منه، نذكر ما يلي:

- أعراض الإفْرَاط: يظهر على المصاب بمرض الإفْرَاط حدّة ملاحظة في كلامه وتصرّفاته، وكأنّ كل يوم في حياته هو آخر يوم! ويميل المُفرِط الى إظهار ردود فعل مُفرطة، سلبا أو إيجابا، ويتّصف بعدم اتزانه السلوكي عندما يكون متحمّسا تجاه أمر ما حدث له، أو شاهده، أو سمع عنه.

ويتّصف بغلوّ مواقفه النفسيّة، وتجاوزها للحدود المنطقية، وتفكيره المتعمّق في أمور وشؤون حياتية لا تتطلّب كثيرًا من التمحيص.

- أسباب الإفْرَاط في القول والفعل: يمثل اضطراب الشخصية الحديّة أحد أبرز أسباب الإصابة بمرض الإفْرَاط، وبسبب انغماس الفرد في بيئة أسرية، أو اجتماعية، يزيد فيها عدد السفهاء والطائشين وغير الناضجين نفسيّا.

ولشعور المُفرط في كلامه وتصرّفاته بالحرمان العاطفي منذ مرحلة الطفولة، وسعيه لاحقا الى تعويضه عن طريق التعلّق الشديد بالآخرين، والتسرّع في اتخاذ القرارات المصيرية بهدف تحقيق نوع ما من الاطمئنان النفسيّ.

وربما بسبب الانبهار الشديد ببعض الشخصيات الإعلامية الاستعراضية ومحاكاة أساليب حياتهم المزيّفة.

- الشفاء من الإفْرَاط والحفاظ على الصِّحَّة الْعَقْلِيَّة: الاستثارة الفكرية والنفسية المستمرة، سلبا أو إيجابا، تضرّ عقل الانسان، والالتزام بمبدأ "كل قليل كثير" في أي بيئة ترتفع فيها مستويات الإفراط، الكلامي والسلوكي، وممارسة التنفّس العميق والتفكير المتأنّي.

وكبح جماح العاطفة المفرطة، ومخالطة أهل الرزانة قدر الاستطاعة، والتخلّص باستمرار من التأثيرات المدمّرة للصِّحَّة الْعَقْلِيَّة للقبلية، والطائفية والطبقية الفوقية.

وتعلّم الاستمتاع بالطبيعة (الحدائق العامة والمنتزهات والهواء الطلق والغابات والصحارى والمناطق الجبلية) والسعي وراء السَّكِينَة، والأهم، تقليل الاحتكاك بالمضطربين فكريّا، ونفسيّا وروحيّا، في الحياة الخاصة والعامة.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi