الجمعة 09 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 أحمد غلوم بن علي
كل الآراء

فلسطين وعائق التصفية

Time
السبت 16 مارس 2024
View
30
أحمد غلوم بن علي

التصريح الذي أدلى به رئيس حكومة الكيان المحتل وقوله الصريح بعدم الاعتراف بدولة فلسطينية، أو حتى بوجودها، يعني أن هذا الكيان ألغى الاعتراف بـ"اتفاقية أوسلو" المبرمة عام 1993، والتي نصت على حكم ذاتي في المرحلة الانتقالية لسلطة فلسطينية منتخبة.

هذه الجرأة واللامبالاة والإبادة الجماعية لشعب أعزل وسياسة التجويع العمد مخالفة لأبسط الاتفاقيات الدولية لحقوق البشر في زمن الحروب، وضرب بقرارات الأمم المتحدة منذ 75 عاما عرض الحائط، ويشير ذلك لدولة مارقة خارجة عن أبسط القوانين الدولية؟

بعيدا عن دلالات هذه الجرأة في قاموس النظام الدولي الأوحد القطبية، فإن له دلالات بالمحيط العربي، الذي تقع فيها هذه الغدة السرطانية.

أولى تلك الدلالات أنه لم تعد هنالك دولة عربية ندا لهذا الكيان، فلم تكن ممارسة بعض من هذه الممارسات ممكنة قبل 50 أو 60 عاما.

وهذا الانكشاف السياسي للنظام العربي وصل العجز لمرحلة يعتقد فيها هذا الكيان الصهيوني أنه من أفضل الأوقات لتصفية القضية الفلسطينية!

يساعد ذلك كون دول الاتحاد الاوروبي فقدت أيضا قرارها السياسي بالنسبة لفسلطين وباتت رهينة الهيمنة الأميركية، التي وصفها الرئيس الاميركي حين عارضت حرب العراق في 2003، انها "لم تعد حتى لها إرادة سياسية، خصوصا بعدما استنزفتها أميركا في الحرب الروسية - الاوكرانية"، لذا باتت أكثر ملكية من الملك، وأصبحت شريكا أساسيا في المجازر والابادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني على شعب فلسطين.

لكل ذلك يعتقد الكيان المحتل أن الوقت الحالي هو من أفضل الأوقات لتصفية القضية الفلسطينية، ولعل ذلك صحيح من وجهة النظر الاسرائيلية، اذ لم تتوفر لأية دولة مثل هذه الفرصة، لا ألمانيا النازية التي كانت أمامها التكتل الغربي المناهض لها، ولا حتى روسيا مع ستالين.

إن هذا الشعب الأعزل يباد على مرأى ومسمع جميع شعوب العالم وبوجود ما يسمى الأمم المتحدة، ولا يتم تحريك ساكن من أي دولة في هذا الكوكب، فإن هذا يعد فرصة لحلم اسرائيل أن تكون الدولة من البحر إلى النهر!

العائق الوحيد هو مقاومة الشعب الفلسطيني، وهو أثبت جدارته، فلا التظاهرات، ولا التنديد على أهميته أثبت قدرته على صد أو اسكات المدافع والقنابل.

إنه زمن أشبه بحرب مفتوحة لا قوانين ولا مواثيق يرتجى منها شيء، تماما كما كانت المقاومة الفيتنامية والتي أثبتت نجاعتها بإخراج الاميركيين من أرضهم بعد إبادة مئات ملايين الفيتناميين.

صحيح أن لهذه الوسيلة الوحيدة كلفة بشرية عالية، لكنها الخيار الوحيد المتبقي كي لا تباد البقية، أو لا يهجر الشعب ويعيش غريبا في أوطان الغير، كما هي المخيمات الفلسطينية في الشتات.

لقد برهن تاريخنا البشري السياسي القديم والحديث والمعاصر أن الشعب الذي لا يستسلم سينتصر في النهاية.

 كاتب كويتي

[email protected]

آخر الأخبار