الرَّجُل الحقيقيّ لا يَهْلَع ولا يَجْزَع

حوارات

يشير الهلع في هذه المقالة الى الخوف المرضي الشديد، ويدلّ الجَزَع على قلّة الصَّبر، وربما اختفائه عند الرَّجُل، لا سيما عندما ينغمس في حزن مُفرِط يلهيه عن تنفيذ أولوياته.

ومن بعض أسباب الإصابة بأمراض الهلع (الْخَوْف الشَّدِيد)، والجزع (عدم الصّبر وعدم القدرة على احتمال الضغوط النفسيّة)، وبعض أعراضها، وكيفية الشفاء منها، وكيف على الرَّجُل الحقيقيّ التصرّف في أوقات الْخَوْف، نذكر ما يلي:

-أسباب الهلع لدى بعض الرِجال: منها التربية الأسرية الجبانة، فهي أبرز أسباب ترسّخ الهلع والجزع في قلب الذكر.

أو بسبب مخالطته الرجل الطويلة للجبناء، وضعف إرادته، وعدم احترامه ذاته، ولسوء تقديره لقيمتها، وربما بسبب محاكاته لكلام ولتصرّفات يتنزّه عنها الرَّجُل الحقيقيّ، ولجهل بعض "الرجال" ما يعنيه مصطلح "الرَّجُل الحقيقيّ،" وما يُفترض عليه الاتّصاف به من سلوكيّات رجولية محدّدة.

-أعراض مرض الهلع والجزع عند الرَّجُل: الضعف المزمن في الثقة بالنفس، والتردّد الشديد في اتخاذ القرارات، والإكتراث المبالغ بمشاعر الآخرين على حساب المشاعر الذاتية، وعدم تحمّل الضغوط النفسيّة.

والهذر الكثير عند الشعور بالخوف، وعدم القدرة على النظر الى عيون الناس عند التحدّث معهم، والتململ أثناء الجلوس، وانقباض النّفَس عند الشعور بأدنى ضغط نفسيّ، وعدم القدرة على لجم التوتّر النفسي.

-الشفاء من الهلع والجزع: وضع قائمة بالمخاوف الشخصية والتغلّب عليها واحدة فواحدة كل يوم، والتكلّم بجهوريّة بين الرجال، وتعلّم مهارة التنفّس البطني.

الكلام بتأن، والمشي، والجلوس ببطء، ورفع الرأس أثناء المشي والجلوس، وتعويد الرَّجُل نفسه على تقدير ذاته، وألاّ يضع نفسه في مواقف تَضعِفه أو تُهِينه.

- الرَّجُل الحقيقيّ لاَ يَهْلَع ولا يَجْزَع، اذ يتّصف أنّه يُخفي هلعه، وأنّه الأشد صبرًا على البلاء والمحن المفاجئة، وإظهاره للبسالة والشراسة في الدفاع عن نفسه، وعمن يهمه أمرهم، وتذكّره الدائم أنّه سيموت مرّة واحدة، وأنه حري به أن يموت موتة رجل شجاع، وأنّ أحسن حالات المرء "حالُ اِمرِئٍ تَطيبُ بَعدَ المَوتِ أَخبارُهُ، يَفنى وَيَبقى ذِكرُهُ بَعده، إِذا خَلَت مِن شَخصِهِ دارُهُ" (محمود الوراق)!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi