80 ألف فلسطيني أدوا صلاة الجمعة الأولى في رمضان بالمسجد الأقصى رغم العراقيل الكبيرة التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي (وكالات)
وفد إسرائيلي إلى الدوحة... وجيش الاحتلال: سننقل المدنيين لـ"المواصي"... وبلينكن لم نتلق خطة موثوقة
غزة، رفح، عواصم - وكالات: فيما يبدو انه سباق الأمتار الأخيرة بين الاجتياح المحتوم وجهود كبحه الميؤوسة، جدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التأكيد أن جيش الاحتلال سيدخل مدينة رفح، رغم الضغوط والتحذيرات الدولية، أعلن مكتب نتنياهو موافقته على خطط العملية العسكرية في رفح، زاعما أنه بجانب الانتشار العملياتي، فإن الجيش يقوم بتحضيرات لإجلاء السكان المدنيين، بينما زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال آري شاليكار أن الجيش سيعمل على نقل المدنيين في مدينة رفح إلى منطقة آمنة، قائلا "نشتبه في وجود قادة من حماس في رفح، فضلا عن العديد من المقاتلين المتبقين من الحركة"، مضيفا "في حال شن عملية في رفح، سوف يتم إجلاء المدنيين إلى مناطق أكثر أمانا مثل مخيم المواصي، وهذا ما كنا نفعله خلال الأشهر الأخيرة، وهذا هو بالضبط ما سنفعله عندما يتعلق الأمر برفح".
وتنقسم منطقة المواصي التي تبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومترا، إلى منطقتين متصلتين جغرافيا، تتبع إحداهما محافظة خان يونس في أقصى الجنوب الغربي من المحافظة، وتتبع الثانية محافظة رفح، وتقع في أقصى الشمال الغربي منها.
من جانبه، تعهد وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت في رسالة للحكومة الأميركية بعدم استخدام الأسلحة الأميركية إلا وفقا لما يمليه القانون الدولي، بينما أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن أي عملية عسكرية في رفح ستتطلب خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لإجلاء ورعاية 1.4 مليون مدني، موضحا أن الادارة الاميركية لم تتلق مثل هذه الخطة لغاية الآن، موضحا أن جهود واشنطن مستمرة مع حكومة الاحتلال والسلطة الفلسطينية ودول المنطقة لتقريب وجهات النظر وسد الفجوات بغية التوصل لاتفاق يضمن إطلاق الأسرى وإيصال المساعدات الانسانية.
بدوره، حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من كارثة في حال شن هجوم على رفح، قائلا إن 1.5 مليون شخص يعيشون في مساحة صغيرة، مضيفا أن قطاع غزة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم وتم تدمير الشمال، ولا يعرف أين بإمكان الناس العثور على الحماية والأمم المتحدة ليست على علم بخطط الإخلاء ويبدو من المستحيل تقريبا تنفيذ شيء كهذا.
من جهتها، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بموقف دولي إنساني عبر قرار ملزم في مجلس الأمن لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف حرب غزة، بما يضمن حماية المدنيين وإدخال المساعدات بشكل مستدام، قائلة إن نتنياهو يعترف مجددا أنه يخوض معركة ديبلوماسية مع العالم للحصول على مزيد من الوقت لتحقيق أهداف العدوان، ويواصل إطلاق التهديدات باجتياح رفح دون أن يطرح خطة واقعية لحماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية.
ولفتت إلى أن نتنياهو بدأ القصف في رفح في ظل المناشدات الدولية وصيغ التعبير عن القلق والتحذيرات من تعميق الكارثة والمأساة الإنسانية، التي ستترتب على اجتياحها، معتبرة المواقف الضعيفة لا ترتقي لحجم الكارثة الإنسانية وتعيد إنتاج العجز الدولي في حماية المدنيين، الذين قد يلجأ نتنياهو لقتلهم أو تهجيرهم بالتدريج وليس بعملية واحدة كبيرة.
في غضون ذلك، وبينما يتوجه وفد إسرائيلي إلى الدوحة بعد جدل في مجلس وزراء الحرب، جدد نتنياهو وصف مقترح حركة "حماس" بشأن وقف لإطلاق النار باعتباره "غير واقعي"، بعد أن قدمت الحركة مقترحا جديدا، يتضمن إنهاء القتال في غزة وإرسال مساعدات للسكان المدنيين والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، مع الإصرار على انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وهو ما ترفضه إسرائيل.
وأعلنت "حماس" أنها سلمت الوسطاء في مصر وقطر تصورا شاملا، فيما ذكرت قناة "الجزيرة" أن "حماس" قدمت مقترحا على ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوما، واشترطت أن يتم إعلان وقت إطلاق نار دائم في المرحلة الثانية، قبل الإفراج عن جنود الاحتلال، وطلبت مقابل الإفراج عن كل جندي الإفراج عن 50 سجينا فلسطينيا، من بينهم 30 ممن يقضون أحكاما مؤبدة.
من جانبه، أكد البيت الأبيض أن مقترح "حماس" بإطلاق سراح نحو ألف أسير فلسطيني مقابل المحتجزين غير العسكريين، لا يتخطى الخطوط العريضة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي يجري التفاوض بشأنه منذ يناير الماضي، وقال منسق الاتصالات الستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الاقتراح موجود وهناك محادثات حوله في الدوحة، معتبرا عدم وجود وفد أميركي في الدوحة لا يجب أن يؤخذ كإشارة إلى أن هذه ليست خطوة إيجابية جادة.
بدورها، نقلت إذاعة كان العامة الإسرائيلية عن مصدر أن رد "حماس" يتضمن قائمة طلبات معقولة وتشير إلى تقدم إيجابي، قائلا "يمكن التوصل إلى اتفاق"، بينما زعم نتنياهو تفاؤله بتغير موقف قطر وتأثيره الإيجابي على العملية الجارية، مشيرا لتأثير الضغوط الدولية، وخاصة القطرية على "حماس"، قائلا "بدأت قطر تمارس ضغوطا ملموسة، بما في ذلك تهديدات بطردهم وحرمانهم من الدعم المالي"، مؤكدا أن الضغوط بدأت تؤتي ثمارها وتعتبر تطورا إيجابيا في مسار المفاوضات.