الاثنين 12 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

صيام المجنون!

Time
الأحد 17 مارس 2024
View
120
طلال السعيد
زين وشين

في صلاة اول جمعة من الشهر الفضيل تأخر امام الجمعة عن صعود المنبر نحو خمس دقائق، وفيما كان المصلون ينظر احدهم إلى الاخر بحثا عن الامام، فقلت بيني وبين نفسي: ما تأخر هذا الإمام إلا للتحضير لخطبة عصماء تحترم عقول المصلين، وتصل إلى القلوب، وقد تؤثر بالمصلين فتبكيهم!

بعدها حضر الامام، وياليته غاب، اذ حين ارتقى المنبر اخرج من جيبه خطبة معدة من الوزارة، او بالاصح من جماعة "بص حضرتك" في الوزارة، للعلم تلك المجموعة التي تسيطر على مفاصل وزارة "الاوقاف"، وتتعمد الاستخفاف بعقولنا، وعدم احترام فهمنا، بعد ان ترك لها الحبل على الغارب، اذ ليس هناك حسيب ولا رقيب!

نعود الى الخطبة، انتفض امامنا ثم قرأ علينا الخطبة المكتوبة، التي هي نسخة من خطبة اول جمعة من رمضان الماضي، والذي قبله، فلم يتعب احدهم نفسه بكتابة خطبة جديدة تحترم عقول المصلين، فقد ركزت الخطبة على عدم جواز صيام المجنون!

فهل هذا كلام يقال في هذا الوقت، ومن رأى منكم مجنونا صائما، وكم "مجنونا" في الكويت صام رمضان، بل كم عدد المجانين في الكويت حتى تخاطب "الاوقاف" المصلي العاقل لتخبره بعدم جواز صيام المجنون؟

اما حين خرج الامام من موضوع صيام المجنون فقد تحدث عن مفطرات الصيام، وقال لافض فوه ان الأكل والشرب في نهار رمضان من مفطرات الصيام!

هذا ما تفتق عنه ذهن المبدع الذي كتب له الخطبة، او نقلها من خطب رمضان في سنوات ماضية، وبرأيه انه جاء بما لم ياتِ به الأولون والآخرون حين قال لنا ان من اكل او شرب متعمدا في نهار رمضان فقد فسد صومه!

لله در وزارة "الاوقاف" وخطبائها، وكتاب خطبة الجمعة، فيها الذين لايحترمون عقول المصلين، لانه بالاساس لايحاسبهم احد، ولا يتابع عملهم مسؤول، فيشكلون اقصر الطرق، وهو نسخ خطب سابقة من حتى قراءتها او اعادة النظر فيها!

يا حكومة يا وزارة "الاوقاف" لا تهدروا الوقت بما لا ينفع الناس، واستغلوا وجود هذه المجاميع في مساجد الدولة لنشر الفكر النير، وخاطبوا العقول، فالمواقف الوطنية والاسلامية لدولة الكويت معانٍ عظيمة تحتاج إلى نشر، وشرح، وتوضيح خدمة للوطن وحضا على التفاني من اجله، وهذا من صلب ما اوصى عليه ديننا الحنيف، فقد عجزوا ان يقولوا لنا ما قال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) عندما هاجر من بلده مكة إلى المدينة، فنظر إلى مكة وعيناه تدمع وقال: "والله إنى لأخرج منك، وإنى لأعلم أنك أحب أرض اليَّ والى الله، وأكرمها على الله، ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت"، هل بعد هذا الدرس درس بالوطنية...زين.

آخر الأخبار