حوارات
الغَفْلَة هي قلّة التنبّه والتيقّظ، وعدم تذكّر ما يتوجّب تذكّره في وقته، وتكرّر حدوث هذا الأمر في حياة الانسان.
وهي داء يصيب بعض الناس، لا سيما من يرفضون التعلّم من التّجارب، ويمتنعون بإرادتهم الحرّة عن إدراك وفَهْم حقائق ما يجري حولهم، ومن لا يتّصفون بمهارة الْفَهْم السريع.
ومن بعض أسباب الإصابة بحالة الغَفْلَة المتكرّرة، وكيفية الشفاء منها، واستبدالها بالتَيَقُّظ والفطنة، وقوة الانتباه، نذكر ما يلي:
- أسباب الغفلة المُتَكَرّرة: لا يتعلّم ذو الغفلة المتكرّرة من تجاربه الحياتية بسبب قلّة تنبّهه لمعانيها، ونتائجها وعواقبها الحقيقية عليه، وعلى تعاملاته مع الناس في العالم الخارجي.
ويرجع أحد الأسباب الرئيسية للغفلة الى عدم التعوّد على التثبّت من الأمور، وللانغماس السريع في التفكير العاطفي بدلاً من تحكيم العقل، وبسبب مخالطة المرء لأصحاب الغفلة، ولعدم حرصه على التعرّف على أولوياته وأهدافه الحياتية، ولعدم التزامه بها.
أيضاً لعدم تأنّيه في إطلاق أحكامه الشخصية النهائية تجاه ما يتعرّض له في حياته، فهو يركّز على ظاهر ما يحدث له ويغفل عن معناه الباطني.
وربما لعدم نضجه النفسيّ، وضعف مناعته النفسيّة ضدّ التلاعب والاحتيال، والتأثير النفسيّ السلبي، ولسهولة تشتّت انتباهه (ضعف التركيز)، ولعدم النوم بشكل كافٍ، وربما تسرّعه في اتخاذ قراراته الحياتية المصيرية، أو عدم معرفته أصلاً لقراراته الحياتية المصيرية!
- الشفاء من الغَفْلة المُتَكَرِّرة وسمات الانسان الفَطِن: أهم خطوات الشفاء من الغفلة المُتَكَرِّرة تتمثل في إدراك الإصابة بها، فإذا لم يدرك الفرد بنفسه أنه يغفل بشكل متكرّر، فلن يمكنه الشفاء من هذا الداء، ويجدر بذي الغَفْلة تعويد نفسه على التفكير بعقلانيّة، وربط الأفكار مع بعضها بعضا بشكل منطقي، وتقوية وعيه الظّرفي بتركيز ملاحظته، لما يوجد ويجري حوله في بيئته المحيطة، والتعرّف على ما يمكن وما لا يمكن أن يحدث في الحياة الإنسانية، وتحليل المشكلات بربطها بأسبابها الأساسية (طرق التفكير والدوافع النفسيّة)، وربما التعوّد على شرب الشاي الأخضر لتأثيره الإيجابي على الحضور الذهني، واليقظة الفكرية وتحسينه لوظائف الدماغ، وبالحرص على تذكّر الأولويات الشخصية الأساسية، وعدم الانشغال عن الإيفاء بها.
$ كاتب كويتي