زين وشين
سمو رئيس مجلس الوزراء، بيض الله وجهه، عينه على الدعوم، لا يكل ولا يمل من التحدث عنها، بمناسبة ومن دون مناسبة.
يتحدث عن الدعوم، ويذكرنا بأنها تلتهم جزءاً كبيراً من الميزانية، وكأننا لا نستحق تلك الدعوم، ويحاول سموه تصنيف المواطنين إلى مستحق وغير مستحق، بمعنى انه يحاول منع الدعوم عن الناس ما لم يتأكد أنهم محتاجون، متناسيا ان كرامة المواطن الكويتي الأصيل تمنعه من ان يقول انه محتاج، حتى لو كان في أمسّ الحاجة!
هذا ما جُبلنا عليه، وما عودنا عليه حكامنا السابقون، الدعم للجميع، المحتاج وغير المحتاج، حفاظا على كرامات الناس!
ثم يتحدث سموه عن الطبقة الوسطى، وكأنما هو متأكد من وجودها او يعرف عنها، وهو بالتأكيد لا يعلم ان هذه الطبقة لم تعد موجودة، فقد سحقت وأصبح مجتمعنا إما غني او فقير، ولولا الدعوم لما استطاع المواطن ان يوقد النار في بيته!
كنا نتوقع من سمو الرئيس ان يقر الزيادات، ويضع الحلول الناجعة لفوائد القروض، التي أرهقت المواطنين، واذا به يلاحقنا على الدعوم!
ليعلم طويل العمر اننا نرد على تصريحاته غير الموفقة، والتي تدل على ان مجلس وزرائه في واد، والمواطن الكويتي في واد آخر، وأنه لا يختلف كثيرا عن مجلس وزراء الموظفين الذي رحل غير مأسوف عليه، وان التنظير سهل جدا، لكن الواقع مختلف جدا!
لا أعرف من اي جهة تلك التي يستشيرونها قبل الإدلاء بتصاريح لا تنفعهم، ولا تنفع الناس، بل تغضب الشارع الكويتي، فالحديث عن اعادة النظر في الدعوم يحمل حساسية شديدة للمواطن الكويتي الذي حتى وان كان محتاجا، لا يقبل بان يصنف انه محتاج، وعزة نفسه تمنعه من الوقوف على البيبان!
من ناحيتنا نحن في كل صلاة ندعو لهم بان يرزقهم الله البطانة الصالحة، التي تعينهم وتوضح لهم الحقائق الصحيحة، لعل الله يستجيب، لكن ما نراه مع الأسف لا يبشر بخير، فلا يزال سمو الرئيس يدور في فلك الدعوم التي تلتهم الميزانية، بينما نحن نعلم علم اليقين ان الفساد والسرقات هي اللي تلتهم الميزانية، ففكروا في استعادة أموال الكويت من سارقيها، واتركوا عنكم الدعوم... زين.