الأحد 11 مايو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طارق ادريس
كل الآراء

"برلماننا المقبل"... يا سراي يا ظلمة!

Time
الثلاثاء 19 مارس 2024
View
60
طارق ادريس
مساحة للوقت

الكويت الغالية تتعرض لحقبة صعبة من أجل العودة الى النور من جديد، فما أعظم زمن ذهب مع الريح بعد تحرير الكويت من براثن الغزو الغاشم، لتختلط الطموحات بكل المشاعر.

لكن في أحلك الظروف ذهبت وطنية الجميع مع الريح، واصبحت الأمنيات والطموحات غزواً نفسياً، واجتماعياً، للوصول لتحقيق حلم وطن، بلا مصداقية وطنية.

الجميع عاث فيه فساداً، وعبث بالهوية الوطنية، التي طالت السيادة الكويتية، ولم يفهم البعض فحوى "خطاب الاستقلال" بعد التحرير، لأنهم خلطوا الأوراق، واصبح خطاب "أبو الدستور" وثيقة في صندوق لا مرجعاً سياسياً ودستورياً، فضاعت الهوية بين العبث والتزوير، والازدواجية، وطال العبث السياسي قانون السيادة 15 لسنة 1959، وأصبحنا اليوم نردد المثل الشعبي "ضاع الديك من دوره"!

للأسف، الجدال السياسي الذي يتداوله الناس، في هذه الأيام، يجعلنا نشعر بخيبة أمل، لاننا نبحث عن هويتنا وسيادتنا الوطنية في ملفات طالتها يد الفساد والإجرام، والغش، والتزوير السياسي، ولم نحقق النجاح في تطبيق القانون، والدستور، من أجل تحقيق طموح وطني، ورؤية مستقبلية حقيقية لواقع ما بعد التحرير.

نحن للأسف شركاء في تدمير مصداقية دولة المؤسسات ذات السيادة، لذلك يستغل اليوم البعض القفز فوق القانون والدستور، ويدلي بأقوال خارجة عن إرادتنا وسيادتنا، بل ويهدد الوطن، وكأن الوطنية موقتة في ضميره، لا تصح إلا بتنفيذ أجندته، بل وأجندات الخارجين على القانون والدستور، الذين يفسرون ذلك على هواهم وأوهامهم، لانهم في الحقيقة ليست لهم جذور عاشت على شظف العيش في جرف الصخور بمنطقة "رأس عشيرج"، من أجل جلبها لبناء بيوت وحصون الوطن وقصوره، وبعضهم لا يفقه شيئا من كلمات "نهمة اليامال"!

والبعض الآخر لا يعرف اسماء السكيك والبرايح، ولا حتى اسم شاوي المطبة، ولا اسم شاوي جبلة! ولا حتى موقع "كوت" الكويت الحصين، لأنهم لم يشاركوا في دفع قلاطة البر والبحر!

"طواويش" العبث بالهوية الوطنية وسيادتها هم من يغردون اليوم، لانهم لا يريدون كشف النقاب عن هويتهم الحقيقية، ويدعون علناً الى تخريب الحقيقة الوطنية، ودستورنا الوطني، وثيقة التحصين السياسي والسيادي، فهل هناك ضياع أكبر من ضياع السبعة أشهر المريرة إبان الغزو الغاشم؟

نعم، إنه الضياع الفكري الذي يطالبنا بالتراجع عن كشف العبث والمستور، من هنا نقول إن من أساء العبث والفساد، والتزوير في سجلات الهوية السيادية، يجب ان ينال القصاص العادل "كان من كان"، فالكويت يجب ان تنظف جميع حقوقها وسجلاتها لتعود إلى اليد الأمينة، التي صانت أمنها واستقرارها، كما اقسم عليه رجالات الامة الحقيقيون عام 1963 أمام الله والشعب والقيادة، لانهم كانوا صادقين بمفهوم الديمقراطية، وحكم الشعب للشعب، وليس عبث الشعب بمقدرات الشعب والوطن، والنيل من سيادته، والتطاول على دستوره واستقلاله الوطني.

اللهم بلغنا فاشهد، احفظ الكويت وسيادتها وديمقراطيتنا من كل "عابث" وفاسد ومكروه!

كاتب كويتي

[email protected]

آخر الأخبار