حوارات
يشير السلوك في هذه المقالة الى تصرّف الانسان الذي يقوده اتجاهه، النفسيّ والفكريّ الاختياري في مكان ووقت معيّن.
وصفة الواقعية هي التي تعكس ما يتدلّ على صدق الحقائق شبه الثابتة للحياة الإنسانية، والحياة التي يُقتَدَى بها هي حياة العقلاء الذين جرّبوا أمور الحياة، وتثبّتوا منها.
ومن بعض ما أعتقد أنها سلوكيّات واقعية وفعّالة تُمكِّن المرء العاقل من عيش حياة يُقتَدَى بها، نذكر ما يلي:
-كُنْ بشير الوجه بشوشًا، اذ تدل بشاشة المرء على قوّة إيمانه، وقوّة ثقته بنفسه، وعلى تغلّبه المستمر على نفسه الأمّارة بالسوء.
وتكشف أيضا عن سماحة خُلِقِه، وخلاء قلبه من عقد النقص والدونيّة، وسُتفضي بشاشة الوجه الى كل ما هو محمود عواقبه في حياة الانسان.
-كُنْ ذا نفس سخيّة، فسخاء نفس الفرد ترسّخ الجود والكرم في عقله وقلبه، ومن هو سخيّ النفس سيبادله عقلاء مجتمعه أخلاقه نفسها، وسماته الطيّبة.
-تفادى الحمقى: يحمق الشخص عندما يقلّ ويفسد عقله باختياره، ويجهل على الناس بكلامه وبتصرّفاته الرعناء، ويتفاداه أهله وأقرباؤه بسبب كونه معيبًا ومخجلاً لهم أمام عقلاء مجتمعهم.
وحري بمن يرغب في عيش حياة يُقتَدَى بِها اعتبار الأحمق كطاعون معد، ولقد قالت العرب قديماً "إنّ الشَّقيَّ ترى له أعلامًا".
- إذا زَلَّت رِجْلك نهضت من عثرتك، وإذا زَلَّ لسانك هلكت، اذ يتحكّم الى جانب كبير من علاقات الانسان الاجتماعية ما يخرج من لسانه، بينما هو بين الناس، فاللسان نعمة ونقمة، فسلاسته نعمة وطيشه نقمة على صاحبه.
وقال صالح بن عبد القدوس: "لا تَنطُقَن بِمَقالَة في مَجلِس، تَخشى عَواقِبُها وَكُن ذا مصدق، وَاِحفَظ لِسانَكَ أَن تَقولَ فَتَبتَلى، إِن البَلاءَ موكل بِالمَنطِق".
-من يتكبّر تخذله الحياة: تُغشي الحياة عيون المتكبّر عن رؤية ما وراء مناطقها العمياء، حتى يقع في شراكها، فالحياة لا ترضى إلاّ أن تُمرِّغ أنف المتكبر بالتّراب، ولو بعد حين.
-لا يُشغِلك علمك عن طلب رزقك، ولا تُحب ولا تكره بإفراط، ولاَ تأمنن الدّهر وقت رخائك (سَعةُ العيش)، ولا تثقنَّ به ما حييت.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi