حوارات
يشير تحكيم العقل في هذه المقالة الى تنصيبه حَكَما مطاعا على بعض شؤون الحياة الدنيويّة، وتفويضه خصوصا بإدارة الشؤون والقضايا والتحديّات الحياتية المصيرية، لا سيما ما يرتبط باتخاذ المواقف والقرارات الشخصية الحاسمة.
وتشير فلترة العواطف الى تنقيتها، وتخليصها، وتنظيفها من التحيّزات السلبية، ومن الانطباعات الذاتية المبالغة، ومن التخيّلات المفرطة، بهدف عيش حياة إنسانية متعمقة في حقائق الواقع ومجزية، ومن بعض الأمور والمواضيع الحياتية التي يتوجّب فيها تحكيم العقل وفلترة العاطفة، نذكر ما يلي:
-تحكيم العقل: يرجع المرء اللَّبِيب الى عقله ويُحَكِّمُه إمّا لمعرفة حقائق وقوانين الحياة، أو للتوصّل الى الرأي الصواب عندما يجد نفسه في بيئة يكثر فيها استعمال العاطفة.
ويجدر الرجوع الى العقل في تلك البيئات التي تزيد فيها حدّة الهياط والنفاق، واللعب على العقول، ودغدغة المشاعر، وإستثارة النعرات المقيتة بهدف تحقيق المصالح الشخصية على حساب الصالح العامّ.
ويحكّم الانسان عقله عندما يرتبط الأمر بالمصالح العليا لمجتمعه، ووطنه الذي ولد وتربّى فيه، وترسّخت قِيَمُه ومبادئه الأخلاقية في عقله وقلبه، فلا صوت يعلو فوق صوت الولاء الوطني.
ويحكّم الفرد عقله، ويمعن في تفكيره، ويتفحّص الأمور والأشخاص قبل تكوين انطباعه النفسيّ عنهم، ويحكّم عقله بخاصّة عندما تأتيه المعلومات من مصادر غير موثوقة، لا سيما ما يقرأه، أو يشاهده، أو يسمعه عبر الحسابات الوهمية في شبكات التواصل الاجتماعي، فلا ينقاد العاقل وراء كل ما ينشر في الفضاء الالكتروني، لكن بدلاً عن ذلك يجدر به البحث عن المعلومات والحقائق من مصادرها المتعارف عليها بين عقلاء مجتمعه.
-فلترة العاطفة: حري بالعاقل تنقية عاطفته من كل ما هو مبالغ، وخصوصا من إفراط الانطباعات الشخصية التي تصدر من فرحه أو غضبه الشديدين.
فتكوين الانطباع، أو حتى الحكم النهائي على شخصيات الآخرين، يتطلّب التفكير مَلِيّاً بسبب ما سينتج من نتائج، أو ما يأتي من عواقب ستحدد مصير علاقات الفرد معهم.
ومن بعض وسائل فلترة العاطفة الجيّاشة عدم اتخاذ قرارات شخصية مصيريّة، أو اتخاذ موقف نهائي تجاه إنسان آخر وقت الشعور بالفرح، أو الغضب الشديدين.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi