المشاعر السلبية سمٌّ قاتل

مختصر مفيد

"الأفكار السيئة كالقلق المستمر والاكتئاب، والمشاعر السلبية تفرز هرمونات في الدم تضر بأجهزة الجسم، كالرئة، والقلب، والكلية والمعدة"، هذا مختصر المقالة.

يقال إن الرئيس المصري الراحل أنور السادات لم يعجب بأحد الأشخاص (الكتّاب أو الصحافيين)، وكان من المقرر ان تصحب السادات مجموعة من الأفراد يذهبون الى أوروبا، لكن نائب السادات، وهو الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، أخبر هذا الشخص أن بإمكانه الذهاب الى أوروبا من خلال تكليف إحدى الصحف له، وبالفعل طار الى هناك بغية الانضمام الى وفد السادات، لكن الرئيس رفض انضمامه، فداهمت المسكين نوبة قلبية، فمات.

ومثال آخر هو الكاتب الأميركي آرنست همنغواي، من أهم الروائيين والفائز بجائزة نوبل للأدب عام 1954 عن رواية "العجوز والبحر"، أصيب بالأمراض التالية: الجمرة الخبيثة، الملاريا، الالتهاب الرئوي، الإسهال، سرطان الجلد، التهاب الكبد، فقر الدم، مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، تمزق الكلى والطحال، كسر في الجمجمة، والعمود الفقري خلال تحطم طائرة في إفريقيا، وأصيب بقذيفة هاون في الحرب العالمية الأولى، وكان مراسلا حربيا في الحرب الأهلية الإسبانية، وقاد ميليشيا ضد النازيين في مدينة رامبويليه، وعاش حتى بلغ من العمر 61 عاما ثم انتحر بسبب الاكتئاب، أي أنه لم يمت بسبب كل هذه الأمراض، بل مات من الاكتئاب، أو من المشاعر السلبية الشديدة.

وهناك من يتعرض لخسارة مالية ضخمة، فيفقد كل أمل، وتتدهور صحته، مع انه قد يستطيع الوقوف على قدميه من جديد، لو كانت لديه إرادة قوية وإيمان بالله.

في استبيان تم في العام 2022 أجرته منصة "أيادي" في الكويت شمل خمسة آلاف شخص من دول "مجلس التعاون الخليجي"، نصفهم من الكويت، أعلن معظمهم أنه يعاني من القلق المفرط، والضغط النفسي الشديد، وبينهم من يعاني الاكتئاب الحاد، فأصبح المجتمع يعاني من سلوكيات عنيفة وخطيرة.

نستغرب ان تحدث الكآبة والمشاعر السلبية في مجتمعنا، فنحن بخير ونعمة، فيما تعاني كثير من شعوب العالم من تدهور أحوالها المعيشية، وقسوتها أو الحكم الجائر.

الأشخاص المتدينون لديهم قدرة أكبر من غيرهم على مواجهة الشدائد النفسية، ويتحلون بالتفكير الإيجابي في حياتهم، ويؤيدون فكرة "رُب ضارة نافعة" ما يجعلهم يتمتعون بصحة جيدة.

وهذه الأمور مجتمعة تسهم في تخفيف معدلات القلق والاكتئاب لديهم.

لقد ضربنا أمثلة عن شخصيات في التاريخ ورؤساء دول تعرضوا لإخفاقات في حياتهم المهنية، لكنهم تغلبوا عليها بالتفكير الإيجابي وقوة الإرادة.

ومما قيل في التغلب على المصاعب: إن الإرادة القوية تحرك الجبال، وكنز الرجل هو كنزه من الأخطاء، والحياة سلسلة من الهزات النفسية تحول بعض الناس من رجل الى سوبر رجل.

أقولها عن تجربة شخصية، لقد عملت بكل إخلاص في إحدى الوزارات لسنوات طويلة، لكنني تعرضت للظلم والغبن، والإساءات اللفظية، وتحملت قسوة سفير، كما خسرت أموالا، لكن هذه الأمور لم تفت في عضدي، بل جعلتني أنهض من جديد بإرادة قوية، وبعون من الله.

[email protected]