دَرِّبْ عقلك ولسانك على قول "لا"

حوارات

يجدر بالإنسان الذي يعاني من التردّد في الرأي، أو التحيّر المستمر، أو يعاني من الإنهاك النفسيّ بسبب تعامله مع بعض الأشخاص المضطربين، أو يعاني من ضعف الثقة بالنفس، تدريب عقله، ولسانه على قول كلمة "لا"، إذ تتصف هذه الكلمة الذهبية بفوائدها العلاجيّة السحريّة، لا سيما في حلّها السريع لمعضلات أسريّة واجتماعية تتجمّع حول الانسان، وتسبب له الكثير من المشكلات، والإحراجات والمشقّات، والعوائق الحياتية.

ومن بعض المواقف والأمور التي يتوجّب على عقل ولسان العاقل قول "لا" نذكر ما يلي:

- رفض الطلبات المُضَايِقة من الآخرين، لا سيما ما تتعارض مع الأولويات والأهداف الشخصية المهمة، فمن يسألك شيئًا يُضَيِّع وقتك وجهدك في ما لا مصلحة لك فيه، ولا يعنيك، يجدر بك رفض طلبه.

- قول لا لدعوات "الحشّ" والنميمة والغِيبَة: من يحكي لك عن الناس الغائبين سيحكي لهم عنك، فمن يغتاب النّاس أمامك، سيغتابك لا محالة، ومن يفتري على الآخرين ويشوّه سمعتهم أثناء حديثه معك، ستكون هدفه التالي عن قريب.

- لا تَحْشِم من لا يَحْشُمُك، ولا تَسْتَحِي، أو تَخْجَل ممن لا يَسْتَحِي، أو يَخْجَل منك، ولا تُقَدِّر من لا يُقَدِّرك، ما لم يكن أبًا أو أمًّا مصابين بداء "الزهايمر".

- لا تضع في عنقك طوقاً لا يمكنك نزعه، وقُلْ لا خصوصا للقبلية والطائفية، والفئوية، والطبقيّة، لأن تلك الصفات تُجرِّدك من سماتك الأخلاقية، وتستعبد عقلك وروحك مع مرور الوقت، لخدمة مصالح المتنفذين في القبيلة، والطائفة، والطبقة النخبوية.

- يدرِّب الشخص الذي يحترم نفسه عقله ولسانه على قول "لا" لكل دعوة متأخِّرة لإدراكه أن من أرسل له الدعوة المتأخِّرة لا يراه شيئًا.

- يتوجّب أن يرفض العاقل الدخول في العلاقات السُميّة، خاصة مع أشخاص تظهر عليهم بعض الإشارات المبكّرة التي تكشف عن سُميَّة شخصياتهم.

- رفض الخضوع للذُّلّ، وما يُعرّض الانسان الحرّ للمهانة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لا سيما على أيدي بعض أصحاب المال والنفوذ، ولقد قال أحد حكماء العرب القدماء: "ومن لا يُهَبْ يُحْمَل على مَرْكبٍ وَعْرِ".

كاتب كويتي

@DrAljenfawi