قصص إسلامية
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثاني
شهر رمضان مدرسة لتنظيم الوقت، واستغلاله، واستثماره في كل ما يقربنا إلى الله تعالى، فالعمر كنز من أنفقه على طاعة الله وجد كنزه يوم لا ينفع مال ولا بنون.
كان للسلف قصص كثيرة في حفظ أوقاتهم، فكان الجنيد، وهو في سياق الموت يقرأ القرآن، فيقول له أبناؤه: "أجهدت نفسك"!
فيقول: "ومن أحق الناس بالإجهاد إلا أنا"؟
وكان الأسود بن يزيد التابعي يصلي أكثر الليل، فقال له بعض أصحابه: "لو ارتحت قليلاً"؛ قال: "الراحة أريد"(يعني في الآخرة).
وجلس سفيان الثوري في الحرم مع قوم يتحدثون، فقام من بينهم فزعاً وهو يقول: "نجلس هنا والنهار يعمل عمله"؟
ومن كلمات الحسن البصري، رحمه الله: "ما من يوم ينشق فجره إلا نادى منادٍ من قبل الحق: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود الى يوم القيامة".
وبهذا يقول الشافعي، رحمه الله:
إنا لفي الدنيا كراكبي لجة
نظل قعوداً والزمان بنا يجري
حركة الزمن لا تتوقف لحظة واحدة، والعاقل من الناس هو الذي
يجعل من كل لحظة تمر به مجالاً لتحصيل النفع لنفسه وللناس، إن صام نهاره، وقام ليله وقرأ القرآن، وذكر الله، كتب له عمل صالح.
إن أرشد ضالاً، أو أعان عاجزاً أو ساعد ضعيفاً، كتب له عمل صالح، إن حرص على مصاحبة الاخيار، وتجنب أصحاب السوء، وصلى الفروض في وقتها في جماعة، فقد ارتقى مرتقاً عظيماً.
يقول (صلى الله عليه وسلم): "ابن آدم: اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك، وغناك قبل فقرك".
فالوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك، والزمن لا يقف محايداً، فهو إما صديق ودود، أو عدو لدود، ونفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره، وحسن عبادته، وأن يبارك لنا في أعمارنا وأوقاتنا.
[email protected]