الاثنين 16 سبتمبر 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 محمد الفوزان
كل الآراء

رمضان مدرسة لتنظيم الوقت

Time
الأربعاء 27 مارس 2024
View
30
محمد الفوزان
قصص إسلامية

دقات قلب المرء قائلة له

إن الحياة دقائق وثواني

فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها

فالذكر للإنسان عمر ثاني

شهر رمضان مدرسة لتنظيم الوقت، واستغلاله، واستثماره في كل ما يقربنا إلى الله تعالى، فالعمر كنز من أنفقه على طاعة الله وجد كنزه يوم لا ينفع مال ولا بنون.

كان للسلف قصص كثيرة في حفظ أوقاتهم، فكان الجنيد، وهو في سياق الموت يقرأ القرآن، فيقول له أبناؤه: "أجهدت نفسك"!

فيقول: "ومن أحق الناس بالإجهاد إلا أنا"؟

وكان الأسود بن يزيد التابعي يصلي أكثر الليل، فقال له بعض أصحابه: "لو ارتحت قليلاً"؛ قال: "الراحة أريد"(يعني في الآخرة).

وجلس سفيان الثوري في الحرم مع قوم يتحدثون، فقام من بينهم فزعاً وهو يقول: "نجلس هنا والنهار يعمل عمله"؟

ومن كلمات الحسن البصري، رحمه الله: "ما من يوم ينشق فجره إلا نادى منادٍ من قبل الحق: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود الى يوم القيامة".

وبهذا يقول الشافعي، رحمه الله:

إنا لفي الدنيا كراكبي لجة

نظل قعوداً والزمان بنا يجري

حركة الزمن لا تتوقف لحظة واحدة، والعاقل من الناس هو الذي

يجعل من كل لحظة تمر به مجالاً لتحصيل النفع لنفسه وللناس، إن صام نهاره، وقام ليله وقرأ القرآن، وذكر الله، كتب له عمل صالح.

إن أرشد ضالاً، أو أعان عاجزاً أو ساعد ضعيفاً، كتب له عمل صالح، إن حرص على مصاحبة الاخيار، وتجنب أصحاب السوء، وصلى الفروض في وقتها في جماعة، فقد ارتقى مرتقاً عظيماً.

يقول (صلى الله عليه وسلم): "ابن آدم: اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك، وغناك قبل فقرك".

فالوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك، والزمن لا يقف محايداً، فهو إما صديق ودود، أو عدو لدود، ونفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر.

نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره، وحسن عبادته، وأن يبارك لنا في أعمارنا وأوقاتنا.

[email protected]

آخر الأخبار