زين وشين
أخيراً انتبهت وزارة التربية إلى خطورة انتشار الفكر الديني المتطرف في مدارسها، وبين الطلبة، خصوصا في مدارس المناطق الخارجية، ذات الكثافة الطلابية العالية، التي يعتمد عليها تنظيم "داعش" من ناحية، وتنظيم "الإخوان المسلمين" من ناحية اخرى، في عملية التفريخ!
والتفريخ بالمفهوم الحزبي يعني التأثير على النشء، واستمالتهم من خلال الغزو الفكري، للانضمام الى تلك التنظيمات الخطرة، والتي لا يقل خطر أحدها عن الآخر.
مع العلم ان المجرّم عندنا هو الفكر "الداعشي"، بينما "الإخوان" يسرحون ويمرحون في طول البلاد وعرضها، وما ان يخرج أحدهم من مركز السالمي او النويصيب إلا ويتخلى عن "الاخوان" وتنظيمهم، خوفا من السلطات السعودية!
ما يجب أن يعرفه اصحاب القرار في بلدنا ان هناك غيابا تاما لرسالة المدرسة، ورسالة المسجد الوطنية، وهناك ايضا تقصير من بعض اولياء الأمور، وهو ما ادى الى انتشار التطرف، واصبح له مريدون ومؤيدون على حساب الولاء الوطني!
لا بد لنا ان نعترف باننا فشلنا فشلا ذريعا في مكافحة فكر التطرف، بجميع أنواعه، وها هي التربية تستشعر الخطر، وتبحث عن الحلول.
أما "الاوقاف"، وهي الجهة المسؤولة عن دعم الفكر المعتدل، فإنها تقف عاجزة تماما، فكيف لها ان تكافح هذا الفكر، وهي مستعمرة من مستعمرات تنطيم "الإخوان"، بل ودجاجتهم التي تبيض لهم ذهبا؟
مطلوب تحرك على مستوى الدولة من كل الجهات المسؤولة لمكافحة فكر التطرف، بجميع اشكاله، ونشر الفكر الوطني الكويتي، فتاريخنا زاخر بالبطولات الحقيقية، التي آمن اصحابها بالله عز وجل، ثم بوطنهم، وبذلوا أرواحهم في سبيله، ولم تؤثر فيهم التيارات ولا التنظيمات، فقد حصنتهم وطنيتهم ضد جميع أنواع التطرف!
اعتراف "التربية"، إذا كانت تعني ما تقول، هو بداية الصحوة، لكن ما هي الخطوات العملية التي اتخذت في هذا الاتجاه، حتى ينام احدنا وهو مرتاح البال، ولا يخشى على اولاده من ان تجرفهم تيارات التطرف الديني، الذي لا يقل خطرا عن آفة المخدرات؟
ما يجب ان تعرفه جهات الاختصاص ان هناك خطرا داهما يقف على الابواب، ويجب ان نسبقه قبل أن يسبقنا، وننتبه اليه قبل ان يجري الماء من تحتنا، ونحن في غفلة... زين.