الطرح العقلاني

زين وشين

الطرح العقلاني مطلوب، وجاذب لفئة غير قليلة من الناخبين، الذين لم تعد تستهويهم العنتريات والبطولات الوهمية، والصراخ، ورفع سقف الخطاب، كما كان الأمر في السابق اثناء "الربيع العربي"!

بعض المرشحين، ومعهم من يسمون انفسهم "نشطاء سياسيون"، نقول البعض وليس الكل، مع الأسف الشديد، يتصورون ان رفع الصوت إلى درجة الصراخ، ورفع سقف الخطاب إلى درجة التطاول، يضمن لهم النجاح في الانتخابات المقبلة، وهذا خطأ كبير يوقعون انفسهم، ومن يصفق لهم، فيه، وهم متعمدون او قد يكون لتصفيق الحضور دور كبير في غياب العقل، وبالتالي يؤدي ذلك إلى الاندفاع غير المبرر، والنتيجة ضرب الثوابت الوطنية، وهذا ما لا يقبل به كل ناخب عاقل متزن، ينظر إلى الأمور بعقلانية من الشعب الكويتي!

لن نتكلم عن كل المرشحين الذين يتطاولون، ولن نتكلم عن كل النشطاء وطرحهم السمج، فالقائمة تكاد تكون طويلة، لكن هناك نموذجين سنتكلم عنهما على سبيل المثال لا الحصر.

أحد المرشحين تطاول حتى على صلاحيات صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، ولم يُتخذ بحقه أي اجراء، وكأنهم لا يسمعونه، مع العلم ان صوته ازعج كل من تهمه مصالح البلاد العليا.

وهناك ناشط نال من رمز الكويت (مبارك الكبير)، واساء اليه، ونسف كل ما درسناه عن هذا الرمز الكبير، ولم يُتخذ بحقه اجراء، بينما هناك آخرون ما ان يفتح احدهم فمه إلا واحيل الى النيابة!

كل الشعب الكويتي يبحث عن القوي الامين، الذي يتصدى للفساد والفاسدين، ويحافظ على المال العام لينتخبه، لكن هذا لا يعني بأي صورة من الصور اننا نطرب، ونتفاعل مع الاصوات النشاز، التي تتطاول على رموزنا وتضرب الوحدة الوطنية، وتحاول تهييج الناس بطرحها غير المتزن، وبالتالي يطرح احدهم نفسه على انه القائد الضرورة الذي تتطلبه المرحلة لإنقاذ البلاد والعباد.

وحقيقة الأمر هو سحب الناس الى أمور قد لا تحمد عقباها، وقد تتكرر مشاهد خروج الناس إلى الشارع في "ربيع عربي" جديد. لذلك، مطلوب من الجهات المختصة سرعة التحرك للتعامل مع التطاول، الذي من شأن السكوت عنه زيادة جرعته، وقد يؤثر ذلك بغير المدركين لعواقب الأمور، فيسحبوننا إلى مواجهة جديدة، هم بالتأكيد سيخسرون في النهاية، ويتسببون في سجن أتباعهم، لكن الخاسر الحقيقي سوف يكون الوطن، حين يحدثون بالنسيج الاجتماعي شرخا قد يصعب علاجه... زين.