الخميس 11 سبتمبر 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.عيسى محمد العميري
كل الآراء

حاربوا الفساد المستشري في البلاد

Time
الخميس 28 مارس 2024
د.عيسى محمد العميري

قد لا نأتي بجديد إذا تحدثنا عن الفساد في البلاد، سواء كان حديثا أو من قبل، ومن خلال مقالاتنا السابقة قلنا ان ذلك الفساد الذي استشرى في السنوات الأخيرة، وذلك من واقع الكثير من الأخبار من هنا وهناك. وما خفي كان أعظم، إذ إن ما يتم كشفه والتصريح عنه جزء يسير من المخفي، وذلك بالنظر الى ما يحدثه الفساد في أي مكان يحل فيه. رغم ذلك، فإن حديثنا المتواصل عن الفساد هو حاجة ملحة، مثلما الحاجة ملحة الى قضايا أخرى مهمة، مثل الصحة والتربية وغيرهما من القضايا الأخرى.

فهو يشكل قضية محورية، فأرقام الفساد المحلية وضعت دولة الكويت ضمن مستويات عالية الخطورة في تقرير الفساد الدولي، وهو الأمر الذي ينذر بتحوله "غولاً" يصعب السيطرة عليه، وذلك على أساس أنه متميز بالخفاء، وتجري كل فصوله بعيداً عن أعين المراقبة. وعلى أي حال، فإن حديثنا اليوم عن قضية الفساد، كما أشرنا في البداية ليست جديدة.

لكن في هذا المقام تعد ذات أهمية كبيرة، إذ تأتي متقاطعة مع دعوة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وقد اشاره سموه اليها في أول النطق السامي عند توليه زمام مسؤولية البلاد، واشار الى قضية الفساد بخطوط عريضة، وكلمات لها أهمية بالغة، وشغلت بالتالي محوراً مهماً من مسؤولياته الجسام في ظل المرحلة المقبلة، من عمر الدولة التي تولاها، وأكدتها ثقة الشعب وايمانه بقدرته، بإذن الله، للتصدي لهذه القضية التي تؤرق البلاد والعباد.

ومن ناحية أخرى، نقول إن المرحلة المقبلة، وفي تقديرنا ستشهد انحساراً غير مسبوق في قضايا الفساد والإفساد في الدولة، وسوف تتقلص إلى مستويات أقل، وتحارب الفساد بكل أشكاله وأنواعه، بالإضافة إلى أن الرغبة السامية لأمير البلاد سوف تقرن بسن قوانين جديدة تغلظ عقوبة الفساد، مهما كان حجمه وشكله، وهو الأمر الذي يسهم إيجاباً على مستوى الدولة ككل.

جدير بالذكر، أن درجات الفساد لا حدود لها، وتختلف باختلاف نوعها، فعلى سبيل المثال هناك فساد من التاجر، ومن كل من لديه سلعة يريد تسويقها، فقد تكون غير مطابقة للمواصفات، وتباع، وتؤدي لتدمير الاقتصاد، وتعمل على الاضرار بالمستهلك في أكثر من جانب.

وبالتالي، فإن قضية الفساد هي مسؤولية الجميع، ولهذا نحن مطالبون بالمساهمة في مساعدة الدولة لكشف الفساد، مهما كان حجمه، فهو في النهاية فساد كبر أو صغر.

نسأل الله العلي أن يحمي البلاد والعباد من المفسدين والفاسدين... والله الموفق.

 كاتب كويتي

[email protected]

آخر الأخبار