الأحد 08 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 سالم الواوان
كل الآراء

السقف العالي خطر

Time
السبت 30 مارس 2024
View
70
سالم الواوان
الزبدة

بعض ما يُطرح في ندوات المرشحين، أمام الناخبين، والشعارات النارية، لم تعد تجني ثمارها، لأنها تفتقد العقلانية، وهي نوع من الاحتيال على عقول الناس، خصوصا عندما يلجأ بعضهم الى دغدغة مشاعر الناس في قضايا عفى عليها الزمن، ويعيد التذكير بأحداث مرت بها البلاد نتيجة الجهل والعصبية المقيتة.

إن هذا يدل على خواء المرشح، وافتقاده أبسط الادراك، وهو مجرد صوت طبل يؤجج لتأجيج لا اكثر، لا سيما التطاول على بعض الشخصيات او المكونات الاجتماعية، فيما الأجدر أن يكون له برنامج انتخابي يحدد القضايا التي تهم الناس، وتجد القبول عند الحضور، وعلى رأسها الاستقرار السياسي، والأمني والاجتماعي التي تتحقق من خلالها مصالح المواطنين الاقتصادية، وتوفر فرص العمل والرعاية السكنية ومحاربة الفساد، وان تكون محفزاً على وأد الفتنة التي باتت رائتحها تزكم الانوف، وتهدد الاستقرار الاجتماعي والامني الذي نحن احوج ما نكون اليه في كل زمان ومكان.

لهذا، اذا لم يكن هؤلاء يدركون ذلك، فإنهم يعملون على زعزعة المجتمع، وبالتالي ستكون مخرجات العملية الانتخابية تنذر بخطر كبير، لأن ما يحدث في الساحة الداخلية، خصوصا اشعال الفتن، تستفيد منها اطراف خارجية تتربص بالكويت، وتستخدم المواقع الالكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي للتأجيج، وخلق جو يوحي بأن الكويت فاقدة المناعة الوطنية، وأنها تعيش صراعات دائمة بين مكونات شعبها، وبالتالي ليست أهلاً لتكون ديمقراطية، وليست أهلاً لتقود تنمية يعول عليها.

ينبغي على المرشحين خلق ما يعزز الاستقرار الاجتماعي، وان تكون لديهم رؤية لمد جسور التعاون بين السلطتين بما يفيد الديمقراطية، والمجتمع، وأن تكون هناك برامج عمل لمجلس الامة والحكومة واضحة المعالم، وأن يسعى هؤلاء الى التنسيق بين السلطتين لما هو صالح، فيما ترك غير الصالح.

صحيح ان الصوت العالي في المقرات الانتخابية لا يمنع من ان تكون الامور واضحة فيما يخدم الناس، لكنه مرغوب حين يكون متشنجا هدفه شد العصب الانتخابي، ففي هذه المرحلة الجديدة يجب على الجميع التعلم من الخلل الذي استمر نحو ثلاثة عقود، وكان يقوده التشنج، ولغة التحدي، وهو ما تسبب في الإخفاقات التي تركتها الحكومات والبرلمان السابقة.

لهذا من المحتم على المرشحين الجدد خفض سقف خطابهم، وان يكون واقعياً، حتى لا تصبح الحياة النيابية عبارة عن هدم ممنهج، خصوصا بعدما كانت لسنوات أشبه بعملية "تشليع" ابواب الكويت امام كل فيروسات الامراض الاجتماعية والسياسية، التي جعلتنا نبدو شعوباً وقبائل تتقاتل عبثاً لمجرد التقاتل، ولا تعمل على البناء، وهو ما دفع القيادة السياسية إلى وقف هذه المهاترات، بقرار حاسم، لأنها رأت فيها أنها تهدد البلاد والعباد.

بل على المرشحين ان يكونوا على قدر من المسؤولية الوطنية، ولا يعتقدون ان كل ما يقال في الديوانية يمكن ان يقال في العلن، فحديثك بين اهل بيتك، وتهديداتك لهم لا تنطبق على المجتمع، لذا عليك ان ترعوي وتعود الى جادة الصواب.

 صحافي كويتي

آخر الأخبار