شَاهِدُ الْبُغْضِ اللَّحْظُ

حوارات

أعترف أنّني أحرص على أن أكون شديد الملاحظة عندما أتواجد في العالم الخارجي، وربما أُركِّز على التنبّه لأصغر حركات جسد الانسان الآخر، وأُنصِت لكلامه.

وبسبب أنني أعتني بتصفية ذهني طوال الوقت، لا سيما أثناء سعيي لممارسة الوعي الظرفي، ومن بعض ما تعلّمته من الدروس الحياتية التي تنتجها قوّة الملاحظة: أُؤكِّدُ شخصيًّا صواب المقولة التالية: "شَاهِدُ الْبُغْضِ اللَّحْظُ"، وهي تدلّ على أنّ من ينظر إليك، بشكل متكرّر، بطرف عينه شزرًا يكاد يُصرِّح علانية عن بغضه لك، فالنظرات الخاطفة والجانبية (اللَّحْظ) بالنسبة للإنسان اللَّبِيب تكون أحيانًا أبلغ من الكلمات المنطوقة.

ومن بعض ما أعتقد أنها شواهد وعلامات لا تكاد تُخفيها العيون المُبْغِضَة، وكيف للعاقل الأريب أن يتصرّف في هذا النوع من المواقف الاجتماعية المضطربة، نذكر ما يلي:

- شواهد وعلامات النظرات المُبغِضَة: من ينظر إليك شزرًا، وبشكل متكرّر، يُخبرك علانية أنه لا يطيقك، وإذا تكرّر هذا السلوك تجاهك (النظر بمؤخّر العين) في بيئة يوجد فيها أشخاص آخرون، ففلان يكاد يتقيَّأ كرهه الدموي لك على الملأ، ويحدث أحيانًا أن يظهر على بعض ما تراكم في قلوبهم عبر السنين كمٌّ هائل من البغض تجاهك، إمَّا بسبب اختلافك العرقي، أو الديني، أو الثقافي، أو الفكريّ عنهم، أو بسبب معرفتهم لامتلاكك سمات يعجزون عن امتلاكها.

بعض الحركات الجسدية، والإيماءات المفاجئة التي تكشف عن اضطرابهم الداخلي بسبب رؤيتهم لك.

والبعض ألسنتهم عسل تجاهك أمام الناس، بينما تكاد تفيض قلوبهم حنقًا وحقدًا عليك، لأن وجودك أمامهم يُذكِّرهم بفشلهم الأخلاقي، أو بعجزهم الحياتي الاختياري.

- التعامل مع العيون المُبْغِضَة: أفضل وسيلة للتعامل مع من يجلدك بعينه كلما أبصرك هو أن تتفادى الاحتكاك به قدر المستطاع، وربما يجدر بك أحيانًا أن تبادل هذا النوع من الكائنات البشرية المضطربة نظرات ساخرة ليعرفوا أنهم لا شيء بالنسبة لك.

ويستلزم أن يراك من يبغضك وأنت مبتسم دائمًا، حتى لو كنت تحمل كل هموم الدنيا على رأسك، وأحيانًا أن تتصرّف وكأنه عديم الأهمية بالنسبة لك، فالحقران يُقطِّع المصران.

كاتب كويتي