بُعد النظر

زين وشين

بُعد النظر والحكمة تقتضي من الجهات المسؤولة رصد ما يجري في الساحة السياسية والندوات الانتخابية، والصبر قليلاً حتى تنتهي الانتخابات، فليس من الصالح العام صنع أبطال جدد يقبض عليهم، ويحالون إلى القضاء بتهم أمن دولة، فيتحولون بعدها أبطالا يتسلقون على ظهر القانون للوصول إلى مجلس الامة، والتجارب السابقة مليئة بالعبر لمن يتمتع بذاكرة جيدة من أصحاب القرار!

فكم من بطولة وهمية صنعتها جهات الاختصاص لأسماء بعيدة كل البعد عن البطولة، لكن استعجال الاجراءات القانونية جعلهم ابطالا في عيون الناخبين، فكانت تلك هي دعايتهم الانتخابية!

الحكمة، وحسن التصرف، واختيار الوقت المناسب لتطبيق القانون، من دون تعسف.. مطلوبة في مثل هذه الظروف، فليس مقبولا ترك الامر فالتاً من دون متابعة دقيقة، إلى ان يحين وقت الحساب!

قديما قيل إن العاقل خصيم نفسه، والمعنى انه يعرف ماذا يقول، ومتى يتحدث، فهناك ثوابت لا يسمح بتجاوزها، بل ليس هناك ما يبرر تجاوزها، حتى وان استخدم البعض أسلوب التحدي والتطاول، او رفع سقف الخطاب كجواز سفر يوصله إلى مجلس الامة، فالطريق طويل وشاق جدا، لا يتوقف عند حد التنظير، حين يسأل الناخبون عن حلول المشكلات اليومية الملحة، ويطالبون بالإنجازات.

للحقيقة والتاريخ تجارب الشارع الكويتي مع المنظرين والأبطال واصحاب الصوت العالي تجارب مريرة، تحيطها خيبة الامل من كل جانب، الى درجة جعلت كل المجالس التي تم حلها، غير مأسوف عليها، من الشعب الكويتي... زين.