دون مقدمات، أثناء قيادة سيارتي طحت في حفرة، كانت بحجم البالوعة، وعميقة، الحمد لله على لطفه بنا.
الطرق والشوارع ليست مشكلة جهة حكومية، أو وزارة محددة، بل هي أكبر بكثير من ذلك، فقد أصبحت حاليا مشكلة دولة.
مشكلات عدة، تستحق كل واحدة منها أن تكون قضية مستقلة، فما حدث من إهمال للشوارع نتج عنه ظهور الكثير منها، وكل واحدة تستحق أن تكون قضية مستقلة وحدها.
بدايةً مشكلة الحفر المنتشرة في الشوارع، والتي تتصدر قائمة مشكلات الطرق، بل أنستنا الازمة الرئيسية في الطرق، وذلك لمدى أهميتها وخطورتها، فالحفر اليوم أصبحت بحجم كبير وأعمق بشكل مخيف، وفي منتصف الشارع، ما يجعلها تشكل تهديدا على سلامة أرواح مستخدمي الطرق.
والمشكلة الأخرى، التي من المفترض أن تكون هي المشكلة الرئيسية، هي الاختناقات المرورية، التي يبدو أنها أزلية، ولن تحل خصوصا بعدما رأينا تفاقم مشكلة الحفر، وطريقة التعامل معها، والتي يبدو أن علاجها أسهل بكثير من علاج الازدحامات المرورية.
المشكلة الثالثة المتعلقة بالطرق، وهي الأعمال الانشائية، اذ نجد الكثير من هذه الأعمال لا تنجز في موعدها، وتتأخر مدة كبيرة، ما تسبب في الازدحامات المرورية نتيجة تضييق حجم الشارع أكثر مما هو ضيّق، والتحويلات التي تدخلك في متاهة لا تعرف كيف تخرج منها.
المشكلة الرابعة، التي لا تقل أهمية عن سابقاتها، وهي الاستهتار والرعونة في القيادة، التي يعاني منها الكثير من مستخدمي الطرق، فقد تجاوزت الحد المعقول، وبسببها حصلت الكثير من الحوادث راحت بسببها أرواح الكثير من الناس، إلى درجة أننا بدأنا نسمع بمطالبات ضرورة "كبس السيارات" كعقوبة مرورية.
المشكلة الخامسة، تتمثل في سائقي الشاحنات والباصات، وطريقة قيادتهم تلك المركبات، اذ تشكل في بعض الأحيان خطورة على حياة سائقي السيارات، اذ تجدهم يقودون بسرعة عالية، ولا يتركون مسافة الأمان بينهم وبين السيارات التي أمامهم، وأتذكر في السابق كان هناك منع لهذه المركبات في سلك بعض الطرق.
المشكلة السادسة، وهي ما بتنا نشاهده في السنوات الأخيرة من دراجات نارية كثيرة، التي تشكل عائقا وقلقا لقائدي السيارات، وكثيراً ما رأينا حوادث هذه الدراجات.
المشكلة السابعة، وهي مشكلة ثقافة قيادة السيارة، ومدى انسجامها مع قانون المرور، فالثقافة العامة تختلف عن القانون، مثلاً لو نقيس ثقافة حدود السرعة مع المسموح قانوناً، نجد أن السرعة كثقافة عامة تتجاوز الحد المسموح بها قانوناً بكثير، ويعتبر هذا الفارق استهتارا أو رعونة في القيادة، لأنه ضمن حدود الثقافة العامة لقيادة السيارات، بل من يلتزم بالحد القانوني يعتبرونه مخطئا، وتصب عليه الـ"هرنات" من كل حدٍ وصوب.
المشكلة الثامنة، وهي أن السيارات هي الوسيلة الوحيدة في الكويت للنقل، فلا توجد وسائل أخرى مثل الـ"مترو"، وسكك الحديد وغيرهما.
إذاً الشوارع هي المسلك الوحيد للتنقل ممتلئة بالحفر، مزدحمة، ضيقة، ورعونة، وثقافة سالكيها لا تتفق مع قانونها، لذا خلصونا من الحفر أول شيء "بعدين يصير خير".
محام، كاتب كويتي