العنزي: إصابات السرطان بالكويت مبكرة بـ3 عقود عن المتعارف عليه عالمياً

كشف لـ"السياسة"عن آلية للمسح المبكر وربط إلكتروني بين الوحدات

تدشين التوسعة الجديدة لمركز الكويت لمكافحة السرطان نهاية العام الحالي

سرطانا الثدي والقولون الأكثر انتشاراً في البلاد يليهما الدم والرئة

المركز مدينة طبية متكاملة والعلاجات متوافرة بالكويت والابتعاث للحالات المستحقة فقط

"الساركوما" لم يعد نادراً وأصبحنا نشخص هذه النوعية من السرطانات

لدينا بروتوكولات علاجية متعددة ونعتمد برنامجاً دورياً للأطباء الزائرين

أكد رئيس الهيئة الطبية بمركز الكويت لمكافحة السرطان د. فهد العنزي المضي قدما نحو إنجاز التوسعة الجديدة في مركز الكويت لمكافحة السرطان متوقعا تدشين المشروع نهاية العام الحالي.

وكشف العنزي في لقاء مع"السياسة"عن وضع آلية لمشروع المسح المبكر عن سرطان الرئة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وانشاء وحدة متكاملة لنظم المعلومات للربط بين الوحدات العلاجية والتشخيصية في المركز.

وفيما أشار إلى أن هناك تحديثا مستمرا للخطط العلاجية والبروتوكولات ما يعزز القدرات العلاجية والتشخيصية في البلاد ويقلل ابتعاث المرضى للعلاج في الخارج، أكد أن إصابات السرطان في الكويت مبكرة بثلاثة عقود عن المعدل الطبيعي والمتعارف عليه عالميا، وفيما يلي التفاصيل:

ما نسبة انجاز المشروع ومتى سيتم افتتاحه؟

التقيت خلال زيارة الميدانية "الشؤون الهندسية" المكلفة بالمشروع وناقشنا الكثيرمن النقاط والملاحظات المهمة، وبحسب وعدهم لنا سيتم استلام المبنى وتدشين المشروع نهاية العام الحالي.

ويشمل المبنى الذي يقع على مساحة 250 ألف متر بطاقة 650 سريرا، الأقسام التخصصية للأورام والتخصصات المساندة لها مثل الباطنية، القلب، الكلى، التغذية، الأشعة والمختبرات وغيرها، ولمن لا يعلم فإن مركز الكويت لمكافحة السرطان يستقبل مرضى السرطان فقط، ممن تم تشخيصهم في المستشفيات العامة وتحويلهم إلى المركز.

سرطان الثدي

في ضوء تخصصك، ما اكثر أنواع السرطانات انتشارا في البلاد؟

سرطانا الثدي والقولون هما الأكثر انتشارا في البلاد، حيث يعتبر سرطان الثدي الأول بين السرطانات النسائية بينما يعتبر سرطان القولون الأكثر انتشارا بين الجنسين رجال ونساء، يليهما سرطانات الدم والرئة والجهاز الهضمي، والمشكلة هنا لا تكمن في انتشار أنواع معينة من الأورام وإنما في تشخيص اصابات في سن مبكرة عن المتعارف عليه عالميا، فإصابات السرطان في الكويت تظهر مبكرا بواقع ثلاثة عقود عن الطبيعي، فنلاحظ انتشار الأورام بين المرضى في الفئة العمرية من الثلاثينات فما فوق، في حين أن المعدلات الطبيعية للإصابة تظهر في سن الستين فما فوق.

الساركوما

في السابق كان نادرا ما يتم تشخيص اصابات سرطان "الساركوما"، لأنها كانت قليلة للغاية، بعكس الان فالأمراض النادرة لم تعد نادرة، إذ، أصبحنا نشخص هذه النوعية من السرطانات بزيادة واضحة، وفي سن مبكر ما يعني اختلاف طبيعة ومعدلات الإصابة في البلاد، هو ما يتطلب الاهتمام بالمرض كأمن وطني للمجتمع.

الأدوية والعلاجات

ولحسن الطالع أن لدينا قيادة صحية واعية ومدركة لأهمية توفير الأدوية والعلاجات الحديثة لهذه النوعية من الأمراض، فبالرغم من ارتفاع أسعارها إلا أن وزارة الصحة توفر سبل التشخيص والعلاجات الكيماوية والمناعية والموجهة كافة لتغطية جميع المرضى.

الأطباء الزوار

ماذا عن البروتوكولات التشخيصية والعلاجية في ظل تغير خارطة الأمراض السرطانية في البلاد؟

نتبع خطط وبروتوكولات علاجية متعددة، تعتمد على التطورات الحديثة في مجالات التشخيص والعلاج والتدريب أيضا، كما نقوم باعتماد برنامج دوري للأطباء الزوار، نستضيف من خلاله خبراء عالميين من مختلف التخصصات الطبية، بواقع 2 إلى3 خبراء شهريا، كما ننظم ونشارك في المحاضرات وورش العمل داخل وخارج الكويت، والمؤتمرات العلمية العالمية لصقل المهارات الوطنية، ما يساهم في تحديث الخطط العلاجية والبروتوكولات على مدار العام، ومن ثم ارتفاع معدلات الكشف المبكر للمرض وتحقيق نسب شفاء أعلى للمرض.

المسح المبكر

وهناك آلية جديدة لتدشين مشروع المسح المبكر عن سرطان الرئة بعد إجازة عيد الفطر المبارك، بحضور أطباء زائرين وتحت اشراف وحدة الرئة في قسم عيادة الكيماوي بالمركز.

حدثنا عن مستجدات الربط الالكتروني بين الأقسام والتخصصات المختلفة في المركز؟

نعمل على انشاء وحدة متكاملة لنظم المعلومات، تعتمد على ربط الوحدات العلاجية والتشخيصية بحيث يتمكن الطبيب المعالج من مباشرة حالة المريض بسهولة ويسر، وذلك من خلال الاطلاع على نتائج الفحوصات والاشعة وعينات الطب النووي.

الابتعاث للخارج

هل يسهم المركز في تقليل ابتعاث المرضى للعلاج بالخارج؟

نعم، فالعلاجات متوافرة في الكويت بالكامل وفي مختلف التخصصات الطبية، كما اننا نمتلك كوادر طبية متميزة في مختلف المجالات ، وهم على دراية تامة بالحالات التي تحتاج للعلاج بالخارج، والحالات التي يمكن علاجها في البلاد، لذا نحاول قدر الامكان الاعتماد على الموارد البشرية المحلية والامكانات الطبية الحديثة المتوفرة في البلاد لتقليص عدد حالات الابتعاث للخارج، وتحرص اللجنة التخصصية للعلاج في الخارج على اقتصار الابتعاث على الحالات المستحقة فقط.

جراحة الأورام

أشار رئيس الهيئة الطبية بمركز الكويت لمكافحة السرطان د. فهد العنزي الى سعي المركز الى جلب تخصصات طبية في جراحة الأورام النسائية وأورام الرأس والرقبة الساركوما، وذلك لتغطية الخدمات الطبية والفنية في التوسعة المرتقبة للمركز، حيث نعكف حاليا على اجراء المقابلات واتمام الاجراءات لجلب الأطباء والفنيين من مختلف الدول بناء على توجيهات وزير الصحة د. أحمد العوضي ووكيل وزارة الصحة د. عبد الرحمن المطيري بسد النقص في الكوادر الطبية.

ملف طبي الكتروني متكامل

أكد الدكتور فهد العنزي أن برنامج الربط في حال تطبيقه يساهم في انشاء ملف طبي معلوماتي الكتروني يربط الوحدات العلاجية بالوحدات التشخيصية مما يسهل المعاملات والوقت والجهد على الجميع، مضيفا نعتمد حاليا على البرنامج اللا ورقي بالتنسيق مع الجهات المعنية كافة ليكون انجازا جديدا يضاف إلى انجازات وزارة الصحة المتعددة ويتسق مع برنامج عمل الحكومة وخطة التنمية 2035.

زيادة مضطردة

في مستهل اللقاء قال العنزي عن توسعة مبنى مركز الكويت لمكافحة السرطان: إن الزيادة المضطردة في حالات الأورام للجميع بمختلف الأعمار دفعت القائمين على علاج وتشخيص المرض إلى الطلب من القيادة العليا التوسع في خدمات علاج وتشخيص السرطان في البلاد، وبدورها سارعت وزارة الصحة على تلبية طلبات الأطباء والمختصين وكانت النتيجة انشاء مدينة طبية لتشخيص وعلاج السرطان تحت عنوان مركز الكويت لمكافحة السرطان.

صرف الحوافز والبدلات لجذب الكوادر المتميزة

أشاد د. فهد العنزي بجهود العاملين في وزارة الصحة عامة ومركز الكويت لمكافحة السرطان للنهوض بالخدمات الصحية المقدمة في مجال تشخيص وعلاج الأورام، كما أشاد بتعاون القائمين على المستودعات الطبية وحرصهم المستمر على التواجد في اللقاء والاجتماعات المتعلقة بالأمن الدوائي في البلاد.

ولفت إلى مباردته والمسؤولين بالمركز على صرف الحوافز والبدلات المختلفة لجذب الكوادر المتميزة بما يخدم مصلحة المرضى ويرتقي بالخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين.

مركز الكويت لمكافحة السرطان