مساحة للوقت
إن كان حديث الشارع اليوم يتطرق إلى جرائم الفساد، والتزوير بالمستندات الرسمية، ومن أهمها "الجنسية" إلا أن هناك جرائم أخرى يجب علينا ان نلاحقها وطنياً، لأن من استسهل الأمر في تزوير "الجنسية"، والعبث بهذه الوثيقة السيادية المهمة، بالتأكيد لا يمنعه رادع من الضمير في تزييف المعلومات، والحقائق، والعبث ايضاً بكل المستندات والوثائق، والمعلومات الشخصية، ومنها الشهادات العلمية، على كل المستويات الدراسية، من المرحلة الثانوية إلى أعلى الدرجات العلمية كالدبلومات العامة في كل المجالات، ومن ثم درجة الماجستير.
بالتأكيد لا يمنعه ذلك من الحصول على درجة الدكتوراه بالتزوير، سواء بالسرقة أو المال، وهذا ما تعرضت له الهوية الوطنية من خلال تزوير شهادات، ومستندات الوثائق، عبر النفوس الضعيفة، وغيرهم الكثير ممن يتعمدون الحصول على "الرشوة" كحق مكتسب في تحقيق مصالحهم الشخصية، ومصالح الآخرين بالتزوير والاحتيال!
فهل سكوتنا اليوم عن هذه الظواهر السلبية هو انتصار للحق المكتسب بالتزوير، والذي في نظر البعض لا يتطابق مع مبادئ الشريعة الاسلامية، والقانون، والدستور أم هو أحد أنواع الغش المبرر في اجندة هؤلاء المزورين، ومن أعانهم على ارتكاب هذا الفعل والسلوك الفاسد، والذي يضر بسمعة المجتمع الكويتي كله؟
ان كل من يدافع عن مصالحه الخاصة والشخصية، سواء اكان مسؤولاً أو برلمانياً، وينتصر للتزوير بكل أشكاله هو لا يعنينا في شيء، وتجب ملاحقته والاقتصاص منه، لانه يدافع عن الفساد، والغش، والتزوير الذي يحاربه الشرع، والقانون، والمجتمع المدني!
وما نشاهده، ونسمعه، ويصل إلينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي للأسف هي بعيدة عن الرقابة والمساءلة القانونية، والأمنية، والسياسية، والإعلامية ينذر بخطر شديد!
لذلك، يجب الحزم في اتخاذ الإجراءات الرادعة لمروجيها، ومتداوليها، ومنفذيها، حتى نكبح هذه الممارسات والفوضى التي يشهدها المجتمع، والشارع الكويتي، في ظل اجواء انتخابية لا تراعي حرمة هذا الشهر الفضيل، ولياليه المباركة!
بالطبع نحن على موعد وشيك للاستماع إلى صوت الحزم في النطق السامي بعد أيام قليلة، والخطاب الرمضاني الذي اعتدنا عليه من خلال الكلمة التوجيهية، بمناسبة العشر الأواخر من رمضان، لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الاحمد الصباح، رعاه الله، وسدد خطاه في مصلحة البلاد والعباد، والتي لا شك ستكون هادفة، وترشدنا الى الطريق السليم الذي نسعى إليه من اجل مصالحنا الوطنية، ورفعة شعبنا ووطننا.
اللهم احفظنا واحفظ الكويت، وقيادتها وأهلها من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. اللهم آمين.
كاتب كويتي
[email protected]