الثلاثاء 01 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

مَنْ رَضِيَ بِاليَسِيرِ طَابَتْ مَعِيْشَتُهُ

Time
الاثنين 01 أبريل 2024
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

قال أحد حكماء العرب: "مَنْ رَضِيَ بِاليَسِيرِ طَابَتْ مَعِيْشَتُهُ"، واليسير هو القليل والهيِّن وما هو سهل، خلافًا لما هو كثير، أو صعب المنال في المعيشة وفي الحياة الإنسانية بعامّة.

ويشير الرضى الى قلّة اتكال المرء على الآخرين في رزقه ومعيشته، فلا يجد غضاضة في كسب رزقه بيده، أو عقله، ومن يرضى باليسير يرفض باختياره هذا أن يجعل نفسه أسيرًا لمُغريات الحياة الدنيا، كالمال الزائد عن الحاجة، أو التملّق لذوي المال والنفوذ.

ومن بعض الأشياء التي يُتطلّب من العاقل الذي حنَّكته تجارب الحياة للرضى باليسير بهدف عيش حياة معتدلة يتحقّق له فيها القناعة والرضى عن الذّات، نذكر ما يلي:

- الرضى باليسير في العلاقات الشخصية والاجتماعية: يجدر، بالذي يرغب في التعلّم من تجارب الحياة، لا سيما ما يرتبط بعلاقات الانسان بالآخرين، ألاّ ينسى أنه مخيّرٌ وليس مسيَّرًا في مشاركته في علاقاته الشخصية والاجتماعية، وأنّ خير الأمور أوسطها في كل العلاقات.

وأنّ كثرة العلاقات، الشخصية والاجتماعية، أضرارها أكثر من نفعها، وأحرى بالعاقل أن يختار أصدقاءه بدقّة، وأنّه كلما صغرت دائرة العلاقات الشخصية قلّ الصُّدَاع، وكلما انتقى الفرد من علاقاته الاجتماعية أفضلها، أصبحت هذه العلاقات مجزية له وللآخرين.

- الرضى باليسير من الرزق: "مَن أصبحَ مِنكُم معافًى في جسدِهِ آمنًا في سربِهِ عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزَتْ لَه الدُّنيا"(حديث شريف).

- الفُرُوق بين الرضى باليسير وبين الفشل في الحياة: تتميّز حياة الرضى باليسير بقناعة المرء برزقه، فهو يجتهد ويعمل بقدر ما سيضمن له، ولمن يهمّه أمرهم، المعيشة الكريمة، بينما الفاشل حياتيًّا يتّكل على الآخرين في طعامه، وسكنه، واحتياجاته الحياتية الأساسية. فالأوّل لديه تقدير مناسب لذاته، وليس بِعَالَةٍ على أهله أو على الناس، ويستطيع الحصول على ما يفوق حاجته، لكنه لا يجد هذا الأمر ضروريًّا بالنسبة اليه، بينما العالة الفاشل الكثير الخذلان لنفسه باختياره، لا يُظْهِر الرغبة المتوقعة للنهوض والعمل وكسب رزقه بسبب كونه إمّا غير ناضج نفسيًّا أو منفصلاً عن واقعه، أو ربما هو عَفِنُ الطبع.

 كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار