السبت 27 يوليو 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د. خالد عايد الجنفاوي
كل الآراء

رَأْس الْحَمَاقَات التَّطَاوُل

Time
الثلاثاء 02 أبريل 2024
View
150
د. خالد عايد الجنفاوي
حوارات

وفقاً للمثل العربي: "رأس حماقات الرجال التَّطاول"، لكنّني أعتقد أنّ قِلَّة العقل، والانغماس المستمر في الحمق، وتكرار تجاوز الحدود المنطقية في الأمور الحياتية المختلفة، أصبحت في عالم اليوم صفات شخصيّة تشمل أي شخص مُتطاوِل، بِغَضِّ النَّظَرِ عن كون أهوج المنطق المُتَطاوِل أو المتطاولة، ومن بعض أمثلة حماقات التَّطاول، وبعض الأسباب التي تدفع البعض الى الشّطط في كلامهم، وفي تصرفاتهم (مجاوزة الحد)، نذكر ما يلي:

- أمثلة التَّطَاوُل الأحمق: يمثّل التكبّر على الناس، لا سيما بلا وجود دلائل منطقية تُثْبِت تميّز المُتكبِّر المُتطاول عن الآخرين، أسوأ أنواع حماقات التَّطَاوُل. ومن يعتدي على حقوق الناس بسبب اعتقاده أنه يستطيع فعل ذلك، هو متطاولٌ وقح، بالإضافة الى كونه أحمق.

ومن التَّطَاوُل نكران جميل الوطن، وجحد جميل الأخيار، والسعي الى هدم قيم ومبادئ، وعادات وتقاليد المجتمع المحافظ، هي أيضًا من رؤوس الحماقات. والبَطَرْ بِنِعَمِ المال، والصحّة، والأمن الاجتماعي، تدلّ ليس فقط على خِفَّة عقل من يمارس هذة التصرّفات الحمقاء، لكنها ايضا تدلّ على صغر عقله، وعدم امتلاكه الوعي الظرفي والاجتماعي/ والوعي الوطني.

- أسباب حماقات التَّطَاوُل: لا ينحرف في تفكيره عن جادّة الصّواب، ولا يخالف، ولا يطيش الانسان لكي يُعْرَفْ، ما لم يسيطر على قلبه بعض عُقُدْ النَّقْص، ويسعى عبر ارتكاب حماقات التَّطَاوُل، والتغطرس على الناس، ومخالفتهم في ما هو متعارف عليه من عادات وتقاليد.

والخيلاء والإعجاب الُمفرِط بنفسه، لكي يعوّض شعوره بالنَّقْص.

ومن أبرز أسباب انغماس بعض الأفراد في التَّطَاوُل، وارتكابهم بشكل متكرر حماقات سلوكيّة غريبة هو ضعف ثقتهم بأنفسهم، فالواثق من نفسه لن يضطر إلى تجاوز الحدود الأخلاقية والمنطقية في بيئته الاجتماعية.

والواثق من نفسه لا يوجد لديه اضطراب مرضي في شخصيته، يجعله يلهث بسفه وراء جذب الانتباه إليه، عبر كلام وتصرّفات تكشف عن حمقه.

ويشعر بعض المُتطاوِلين بصغر أنفسهم وعقولهم أمام من يعتقدون أنهم أفضل منهم، وربما بسبب توارث بعض النفر المُعقّد لمشاعر النقص والدونيّة بسبب تلقيهم تربية أسرية سيئة، وسعيهم الى "الانتقام" ممن يلومونهم كذبا أنهم تسبّبوا في فشلهم الأسري أو الحياتي!

كاتب كويتي

آخر الأخبار