زين وشين
اتفق رأي المخلصين من أهل الكويت مع رأي قيادتهم العليا، حفظها الله، على ان هناك خطرا كبيرا يهدد الهوية الوطنية، وهذا التهديد يعد تهديدا لكيان الدولة، لذلك فهناك ضرورة قصوى لقرار قوي بفتح ملف الهوية الوطنية، من دون خوف ولا تردد، ومراجعة ملفات الجنسية كلها دون استثناء، كما جاء في الخطاب الأميري بمناسبة العشر الأواخر، الذي اكد على أهمية هذا التوجه، واشار إلى ضرورته.
وهذا ما اشار إليه المقام السامي بصريح العبارة في الخطاب الرمضاني، الذي لم يكن خطابا عاديا، بل كان خطابا تاريخيا، وضع النقاط على الحروف، وحدد متطلبات وسياسة المرحلة المقبلة.
ما نود تأكيده ان المجلس المقبل، حتى قبل ان نعرف تركيبته، لن يولي الهوية الوطنية ما تستحق من اهتمام، لاسباب عديدة، كلنا نعرفها، واهمها ان ذلك ليس من مصلحة الاعضاء، وليس المجال حاليا للحديث بالتفصيل، كي لا نستبق الاحداث، لذلك فالمسؤولية هي مسؤولية مجلس الوزراء العتيد، سواء شكله سمو الرئيس الحالي، او كلف غيره بتشكيله، بناء على نتائج الانتخابات التي تجرى اليوم، التي تحدد شكل مجلس الوزراء!
نقول: ان مجلس الوزراء الجديد وحده هو من يستطيع التعامل مع ملفات الجنسية، وحل ألغازها، من اجل الحفاظ على الهوية الوطنية، وما يتعلق بها من تبعات.
فسجلات الحكومات المتوالية حافلة بالاحصاءات، والمعلومات، ولديها جميع الملفات، ولا ينقصها سوى القرار القوي الذي يعيد الأمور إلى نصابها.
وللعلم، فإن المجلس العتيد، مهما كانت تركيبته، لن يدعم هذا التوجه، بل سوف يقف في وجهه بكل ما أوتي من قوة، وسوف يحاول الأعضاء عرقلة جهود اعادة الاعتبار للهوية الوطنية، أو البحث في ملفات الجنسية، مداراة لناخبيهم، فالضغط الشعبي في ثلاث دوائر، على الاقل من الدوائر الخمس، يدفع نحو عدم فتح هذا الملف بالذات، وإبقائه على ما هو عليه، والقبول بالامر الواقع!
نلاحظ ذلك من خلال تهديد المرشحين، قبل نجاحهم في الانتخابات، باستجواب وزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف، الذي حرك هذا الملف إذا بقي في منصبه!
إذن، فالمسؤولية على عاتق مجلس الوزراء المقبل الذي يجب ان يتفاعل مع خطاب المقام السامي الرمضاني، ويجعله نصب عين من يقبل الدخول في مجلس الوزراء العتيد.
مع العلم ان الصدام سيقع من دون شك بين السلطتين، التشريعية والتنفيذية، على هذا الموضوع بالذات، إلا ان تأجيله يزيد المشكلة تفاقما، مع العلم ان الكل يعلم ان هناك مشكلة وتحتاج إلى قرار قوي وحل سريع... زين.