لِينُ الْكَلاَمِ قَيْدُ الْقُلُوبِ

حوارات

"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" (آل عمران: 159).

يشير لِّين الكلام في هذه المقالة، والمُشتق من مقولة مشهورة "لِينُ الْكَلاَمِ قَيْدُ الْقُلُوبِ"، الى لُطْفُ كلام المرء، وحُسْن طبعه، أثناء تعامله مع الآخرين، لا سيما في المواقف الحياتية الاعتيادية.

وغِلظة الطّبع وخشونة اللسان عقيمة دائمًا، ولين الطّبع والكلام يُقيِّد القلوب ويجذبها الى ما هو خير، وربما يُثني بعضها عمّا هو شرٌّ.

والكلام الخشن يُنفِّر، والكلام اللّين يقرِّب ويُحَبِّب، وربما يُحَوِّل القلوب الحديد قلوبا من حرير.

ومن بعض الأسباب الأخرى التي تجعل اختيار الكلام اللّين في مخاطبة الناس، والتعامل معهم، أفضل من استعمال الكلام الخشن، نذكر ما يلي:

- لِينُ الْكَلاَمِ يدلّ على حِلْم ليّن الكلام: صاحب الأَناة هو الذي يعرف متى عليه أن يليّن كلامه مع الآخرين، ويعرف بالذّات أنّ لين كلامه يدلّ على رِفْقِه بنفسه، وبمن يتعامل معهم، ويدرك أنّ الغلبة في كثير من شؤون الحياة الإنسانية ستكون دائمًا لسلوكيّات اللُّطف، والتأدّب مع الناس.

- لِينُ الكلام سمة الواثق بنفسه: يسهل قول الكلام الخشن، لكن ربما يصعب أحيانًا قول الكلام الليِّن، خصوصا في وقت الغضب الشديد، ومن يغلب عقله هواه هو الواثق بنفسه.

- الكلمة الخشنة تزرع التَّشاحُن في القلوب: "لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ"، (حديث شريف).

- لِينُ الكلام يدلّ على التواضع: كلما تواضع المرء حَسُنَ خُلُقُه، ولاَنَ كلامه، وارتفع شأنه في قلوب الناس، وكلّما تكبّر الانسان على الآخرين خَشُنَ كلامه، وغلظ طبعه، وقَلَّ شأنه عند عقلاء المجتمع.

ويكثر أصدقاء، وأحباب، ومعارف المُتواضع، بينما يبقى المتكبِّر خَشِنْ الطبع واللسان وحيدًا، ومتقوقعًا داخل نفسه الشحيحة.

- لِينُ الكلام يُصلِح وخشونته تُفْسِدْ: ربما يُصلِح الكلام اللِّين الشخص المبتعد عن جادّة الصّواب، بسبب أنه يخاطب أفضل ما في قلبه (سعيه الى الحصول على تقدير الناس)، وربما يُفسِدُ الكلام الخشن ما بقي من بذرة طيّبة في القلب!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi