زين وشين
أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب حوار اجتماعي دار بين سمو رئيس مجلس الوزراء وابنة مديرة الجامعة السابقة الدكتورة فايزة الخرافي، حفظها الله، حين سألها سمو الرئيس عن والدتها ونعتها بلقب "معزبتي"، بمعنى مديرتي في العمل، يقصد حين كان دكتورا يدرس في جامعة الكويت!
بسبب هذا الحوار العفوي أقاموا الدنيا ولم يقعدوها في وسائل التواصل الاجتماعي، ما بين منتقد وساخر ومستغرب!
المؤسف حقا، أن هناك سوء فهم واضح لطبيعة المجتمع الكويتي الذي تميز في السابق بالبساطة، والحب، والتقدير الذي يجمع فئات المجتمع في ما بينها، بما فيها أسرة الحكم، في الوقت نفسه هناك "فتور" اكثر وضوحا في العلاقة التي تجمع اهل الحل والعقد، من احفاد المؤسسين، مع بعض وليس كل شباب او ابناء اسرة الحكم، نتيجة تعمدهم عدم المرور على الديوانيات التاريخية المعتمدة، من دون مبرر.
هذا دليل واضح على عدم وجود البطانة الصالحة التي تتمتع بـ"الذكاء الاجتماعي" الذي من شأنه ان يرسم الصورة المشرقة المقبلة لمستقبل حكم الكويت!
لو تذكرنا هنا المرحوم الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، واستعرضنا جدول زياراته الرمضانية، وتابعناها بتمعن لعرفنا معنى الذكاء الاجتماعي الذي يصب دائما في مصلحة الدولة، ويدعم مصالحها العليا المرتبطة ارتباطاً تاما بأعمدة البلاد، فكان، رحمه الله، من أصحاب الحل والعقد، الذين يعتمد عليهم في الشدائد.
فمن قوتهم تستمد قوة الحكم نفسه، وليس من الذكاء الاجتماعي تعمد الاخلال بالمعادلة الاجتماعية الحساسة، التي سار عليها حكام الكويت منذ الأزل.
ففي عدم المرور على ديوانيات المؤسسين بحجة عدم وجود معرفة، او ما أسموه "تبادل الزيارات"، من شأن ذلك إحداث جفوة غير مقبولة، فمشروع الحكم يعني بالضبط استمرار جسور التواصل بين أهل الحل والعقد.
ومستقبل الحكم هذا لمن يخطط للبعيد ويمتاز بالذكاء الاجتماعي، اللهم ارزق معازيبنا البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير، واحفظ أميرنا من كل شر ومكروه "فعقبه" علوم... زين.