الأربعاء 13 أغسطس 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
'ما اختلفنا'... كوميديا عن السلطة والغربة والمعاناة الحياتية
play icon
باسم ياخور في لوحة "البديل"
الفنية

"ما اختلفنا"... كوميديا عن السلطة والغربة والمعاناة الحياتية

Time
الأحد 07 أبريل 2024
دراما سورية تميزت بمناقشة ملفات واقعية شائكة في العالم العربي

وسط مشاهد مؤلمة عنيفة وقاسية، خالف المسلسل السوري "ما اختلفنا"، كثيرا من المعروض حاليا في دراما رمضان، واختار فريقه مواقف كوميدية سلسة، من حياة السوري خصوصا والعربي عموما، وما يعانيه من هموم يومية سواء أكان غنياً أو فقيراً.

تناولت لوحات العمل الكوميدي حالات اجتماعية قائمة ومستمدة من الواقع، ليمس المشاهد بحالات عايشها أو مر بها من قريب أو بعيد، معالجةً بأسلوب خلاق، تضم القضايا الكبرى، على غرار الحكم والسلطة والغربة، وصولاً إلى الواقع الاجتماعي سواء في الحياة الزوجية أو المتغيرات التكنولوجية وكذلك ملفات شائكة في العلاقة بين الرجل والمرأة، من دون إغفال مشاكل الموظفين وعنائهم اليومي.

وفي هذا الاطار برزت لوحات عدة، منها "البديل"، حيث يلجأ زعيم إلى استنساخ شبيه من أجل الحصول على كلية، بعد تعذر الحصول على واحدة مناسبة من "عامة الشعب" ومن المسؤولين "الذين يحملون الخيانة في دمائهم"، ثم تظهر المفاجأة حين تأتي النسخة بطبع مماثل للأصل، ما يدفعها إلى الانقلاب والسيطرة على الحكم!.

أما لوحة "خيارك الذكي"، فتناولت وفق "النهار العربي"، تأثير منصات التواصل الاجتماعي، عبر شاب يذهب مع أهله لخطبة فتاة في منزل ذويها، حيث أصبح المقدم والمؤخر و"ملبوس البدن"، عبارة عن صفحات ومتابعين في "الميديا" التي بات "المؤثر" فيها أهم من الجميع!.

وعالجت لوحات ثانية قضايا على غرار أزمة انقطاع الكهرباء في سورية ولبنان، فتحول صاحب "الطاقة البديلة" في منزله، إلى "عريس لقطة" ومحط غيرة الجيران. بالإضافة إلى محاولة السكان الهجرة هرباً من الظروف الصعبة، بأي وسيلة رغم خطورة المسارات، حتى إذا اضطر إلى تسميم صديق العمر! وفي هذا الإطار، تصدرت لوحة جسدت برودة الغربة وقسوتها على أهل طاعنين في السن، يعانون بُعد أولادهم المتفرقين في أنحاء شتى.

ولم يغفل المسلسل عن الحب، الذي حضر في أكثر من لوحة، حيث تم تشريح مراحله بطرافة من النظرة الأولى إلى الإعجاب وصولاً إلى انتهائه، بالإضافة إلى طرح معادلة الحب في مواجهة الفقر المنتصر في النهاية، فالعاطفة وحدها لا تأوي ولا تُشبع.

ومن المواضيع التي ناقشها المسلسل الكوميدي "ما اختلفنا"، العلاقة الزوجية من زوايا خفيفة، كاعتماد زوج على عصابة لخطف زوجته لانقاص وزنها، فتبادله بالمثل، ولكن من أجل إكسابه ما فقدته، في إشارة إلى اختلاف وجهات النظر والمعايير الجمالية بين الطرفين، كما تناولت اللوحات تعدد الزوجات والمشاكل في المنزل، وغيرها من آفات البيوت.

وطرق المسلسل الكوميدي في لوحات منفصلة مجموعة من الملفات، كعيادة طبيبة مختصة بـ"الكيد النسائي"، تساعد من تريد التأكد من زواج شريكها من أخرى، وغير ذلك، من خلال تقديم نصائح غير متوقعة.

وعلى الصعيد الإعلامي، سلط العمل الضوء على السلوك الإعلامي في المصائب والأحداث، فالمراسلة أو المذيعة تفترس بكاميرتها المرافقة الضحايا، لتكون المصيبة التي فُجعوا بها!

تمكن مسلسل "ما اختلفنا" من التفوق على هذا النمط من الأعمال التي سبقته، من حيث الاعتماد الكبير على "الكراكترات" وتنوعها في اللوحات التي فاقت المئة، مع قدرة الممثلين على التلوين شكلاً وأداءً، والعمل بطولة نخبة من ألمع نجوم الكوميديا في سورية ولبنان، ومنهم باسم ياخور، عبدالمنعم عمايري، منى واصف، مازن الناطور، نظلي الرواس، محمد خير الجراح، نادين تحسين بيك، نوار بلبل، نبال الجزائري، سوسن أرشيد، محمد حداقي، غبريال يمين، أندريه سكاف، ريم علي، ديمة الجندي، شادي الصفدي، رنا شميس، سلمى المصري، جمال العلي، غسان عزب، عبدالرحمن قويدر، مازن عباس، دلع نادر، سيرينا محمد وغيرهم، إنتاج شركة "ميتافورا للإنتاج الفني"، تأليف مجموعة من أبرز الكتاب العرب، بإشراف الكاتب زياد ساري والمنتج المنفذ أسامة الحمد، إخراج وائل أبو شعر، الذي قدم حلولاً بصرية جديدة على الصعيد الكوميدي مع قدرة على التجديد بين لوحة وأخرى من حيث الصورة والطرح الدرامي والشخصيات، والأبرز توأمة الكادرات مع الموقف أو الحوار برؤية بصرية مميزة.

آخر الأخبار