وجهة نظر
لأن منصب المسؤول من أهم المناصب في الدولة، لذا يجب اختياره بناء على أسس وضوابط معينة، لأنه يتولى إدارة وزارات ومؤسسات، ولأنه يكون صاحب منصب حساس، ومهم جدا ومؤثر، اما ان يدخل المسؤول منصبه، ويخرج تاركاً خلفه إرثا كبيرا من القرارات التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن ولا بد ان الناس يستذكرونه بكل خير، ويدعون له او يترحمون عليه، إذا توفاه الله.
أو أن يخرج من وظيفته دون تركه دون إنجاز يذكر، فهذا سيذكر الناس بالسوء، ويوجد الكثير من النماذج الناجحة او غير الناجحة، سواء كانوا قياديين او مسؤولين نجحوا في مسؤولياتهم، لا سيما القياديين من الرعيل الأول، الذين كان من أبرزهم المغفور له حمد عيسى الرجيب، حيث كان تعليمه في المدرسة المباركية، ثم حصل على بعثة دراسية من الحكومة عام 1945 للدراسة في مصر، حيث درس التربية وعلم النفس والفنون على يد أساتذة نوابغ، أمثال الأستاذ زكي طليمات، ثم عاد إلى الكويت، وتدرج في مناصب عدة، كان من أبرزها مدير ثانوية الصباح، وسفير دولة الكويت في مصر، وسفيرا في المغرب ووزيرا للاسكان، ووزيرا للشؤون.
أيضا قد ساهم في تأسيس دائرة الشؤون، وأصبح أول مدير لها، ولأنه كان شخصية منفتحة ومتطورة، فقد استقطب استاذه زكي طليمات الى الكويت عام 1961 لينشئ ويطور الفن والمسرح، وهذه كانت تعتبر خطوة جريئة في ذلك الوقت، إنشاء مسرح والتعليم على التمثيل.
وكل المحاولات كانت اجتهادات شخصية، مثل محاولة محمد النشمي وعقاب الخطيب والعالم الفلكي صالح العجيري، رحمهم الله، إنشاء مسارح في الكويت، لكن زكي طليمات فقد رسخ قواعد الفن، من خلال تدريبه عمالقة الفن في الكويت، مثل عبدالحسين عبد الرضا، وغانم الصالح وخالد النفيسي، وسعد الفرج.
وبعد الانتهاء من مهمته عمل على إنشاء خمس فرق، وهي "فرقة المسرح العربي"، و"فرقة المسرح الشعبي"، و"فرقة المسرح الوطني"، و"فرقة مسرح الخليج العربي"، و"فرقة المسرح الكويتي". وقد وزع الفنانين على هذه الفرق، وبعدها انطلقت عجلة الفن في دولة الكويت، وهذا مثال كيف أن القيادي صاحب العقلية المنفتحة والمتطورة، أن يحدث نقلة نوعية في القطاع الذي يتولى مهماته، لذلك يجب ان يتم اختيار القيادي على أساس الخبرة والتخصص، ويكون ذا عقلية منفتحة ومتطورة، وخير مثال حمد الرجيب الذي قلب موازين الفن والثقافة في دولة الكويت، ويرجع الفضل للحكومة، آنذاك، التي كانت تهتم باختيار القياديين والمسؤولين، فقد نجح حمد الرجيب في إنشاء وتطوير المسرح في الكويت، لأنه كان قد درس الفنون، وخاض تجربة المسرح في مصر، ومثل ما يقول المثل الكويتي "اعط الخباز خبزه حتى لو اكل نصه"، ولكل بداية نهاية، وخير الكلام ما قل ودل.