ناصر الدوسري في بروفات "أبرا كدبرا"
"لن نقبل بتشويه صورة المجتمع الكويتي بذرائع مختلفة"... وتباين ردود الفعل حول قرار "الإعلام"
ضجت الساحة بقرار وزارة الإعلام، إحالة مؤلفة ومجموعة من فريق عمل مسلسل "زوجة واحدة لا تكفي" للنيابة العامة ومنعهم من ممارسة أي نشاط فني داخل الكويت، لمشاركتهم في عمل فني رأت الوزارة بجهاتها المعنية ولجانها، التي تابعت العمل أنه يقدم صورة سيئة ومشوهة عن المجتمع الكويتي، وإن أدعى القائمون عليه أنه لا يمت للكويت بأي صفة كونه صور خارجها ولم تتضمن مشاهده ما يشير إلى ذلك، الا أن الوزارة لم تلتفت لهذا الادعاء واتخذت اجراءاتها القانونية.
من جهته أكد الوكيل المساعد للصحافة والنشر والمطبوعات بالتكليف لافي السبيعي، أن الوزارة تنظر إلى الفن كرسالة أدبية وأخلاقية يجب المحافظة عليها، مؤكدا فخره بالفن الكويتي الأصيل وما يقدمه الفنانون الكويتيون، وأضاف: "لكن للأسف يوجد بعض صناع الأعمال يشوهون صورة المجتمع الكويتي واظهاره بشكل لا يمت للواقع، من خلال تجميع بعض القصص وجعل الكويت ميدانا لها، لكننا لن نرضى أن تُمس الهوية الوطنية".
وبسؤاله إذا كانت الوزارة خاطبت الجهة المنتجة MBC، التي تعرض العمل على شاشتها، أكد السبيعي، أنه تمت مخاطبة الشركة المنتجة لكن من دون أي رد ايجابي، وأن المسلسل تم ادراجه ضمن أعمال رمضان وليس بمقدورهم ايقافه.
ولمعرفة وجهة نظره حول الآراء المتباينة وردود الفعل ومطالبة البعض بتصنيف الأعمال عمريا أسوة بالمعمول به في المسرح والسينما، أكد السبيعي، أن الأمر يتجاوز الفئة العمرية الى محتوى ما يقدم والأمر يأت في صميم المسؤولية المجتمعية.
"دقرتوا اليهال!"
أعقب قرار منع عرض مسرحية "في زين الزمان" لفريق مسلسل "زوجة واحدة لا تكفي"، واحالة الكاتبة وبعض الممثلين إلى النيابة العامة ردود فعل متباينة بين الاشادة بقرار الوزارة، وإشارة البعض الى أن القرار قاس جدا وعلى الوزارةً اعادة النظر فيه، حيث غرد عبدالله المفرج: "احالة بعض أعضاء الفريق الفني للنيابة العامة بسبب مسلسل تم عرضه في قناة خارجية وتصويره خارج الكويت، أمر مستغرب ولكن يبقى حق للوزارة والكلمة الاخيرة للقضاء، أما المعاقبة قبل الحُكم عبر عدم إجازة مسرحية أطفال هو تعسف غير مبرر"، وتوجه المفرج، برسالة إلى سمو رئيس مجلس الوزراء عبر منصة "x"، قائلا: "هذه القرارات تُقيد الحريات وتطوّق ابداعات الفنانين والكُتاب في المستقبل، من يعتقد أن هذا التعسف سيكون أثره إيجابي على الفن فهو واهم وخاطئ، أتمنى من سموك إعطاء نسخة لأعضاء مجلس الوزراء ووزير ووكلاء الإعلام عن مسيرة الشيخ جابر العلي، وكيف كان حائط صد مستنير للفن والفنانين أمام رجعية الأصوات في وقتها، ايقاف مسرحية أطفال بسبب أعمال سابقة قام بها بعض أعضاء الفريق الفني ليست حزم كما يعتقد وكيل وزارة الإعلام، بل ظلم للناس والشركات المنتجة والراعية وفريق العمل وغيرهم الكثير، غير مقبول أن يَمارس هذا التعسف في بداية مشوارك".
في حين كتبت نور العمر: "دقرتوا اليهال!، المنع أصبح أسهل قرار يتخذ بالبلد، لأن لدينا مسؤولين وقيادات تخشى مواجهة الرأي العام وتفتقر لأبسط قواعد الاقناع، متى ما هب في وجهها أي معترض رضخت له، وهذا ما ينطبق على قرار وزارة الإعلام منع مسرحية (في زين الزمان)".
في حين كتب المغرد محمد الخالدي: "بعيداً عن المسلسل واخلاقياته.. انا مع التعهد بعدم التعامل مع الكاتب والشركة المنتجة، أفضل من منع الممثلين لأنه قرار قاس.. كان من الممكن طرح القصة وتوصيلها بشكل أقل جرأة".
بدوره كتب أحمد الفواز: "يبدو لي أن الوزارة عالجت الخطأ بخطأ أكبر منه؟ فهل من العدالة حرمان الصغار بالعيد من حضور مسرحية للأطفال بسبب عمل درامي للكبار تم إنتاجه خارج الكويت؟ ويعاقب الممثلون كذلك بوقفهم عن التمثيل والتصوير لأي عمل داخل الكويت؟!"، متسائلا: "ما هو تعريفنا للإساءة إلى الكويت؟ ومن يحددها ويقيمها؟ وما النصوص القانونية التي استندت عليها الوزارة لوقف المسرحية ومعاقبة الممثلين؟".
بينما أوضح المغرد احمد هادي: القرار ليس منعا ولكن قرار عدم حضور عرض "المشاهدة" لإجازة العرض، لتحويل بعض الممثلين والمؤلفة إلى النيابة من قبل وزارة الإعلام ممن شاركوا في مسلسل "زوجة واحدة لا تكفي"، والقائمون على المسرحيات الثلاث على علم بذلك منذ أن تقدموا بطلب "مشاهدة" للمجلس الوطني، مشكلة المسرحيات الأخرى تم حلها باستبدال الممثلين، لكن مشكلة مسرحية (في زين الزمان)، أنه تم رفض طلب المشاهدة بسبب الكاتبة لاستحالة استبدالها، فطلب "المشاهدة" لإجازة العرض رُفِض بقرار، لأن المشاركين بتلك الأعمال محالون إلى النيابة في قضية تخص المجال الفنّي ولن يكونوا قادرين على تقديم أي مسلسلات أو برامج في الكويت حتى يتم البت فيها، حتى وإن تقدموا لقاضي الأمور المستعجلة واستجاب لهم بإلزام المجلس الوطني حضور عرض المشاهدة، فلن يستطيع إلزام المجلس بإجازة العرض، مضيفا: "السالفة مالها شغل لا بمحمد هايف ولا ربع محمد هايف ولا أي واحد من المتشددين.. ولا چان عروض (أبرا كدابرا وصنع في الكويت) ما انحلت مشكلتها".
الخشتي: "زين الزمان" لن تذهب للسعودية
في تعليقه على مقترح التوجه بعرض مسرحية "في زين الزمان" خارج الكويت، اوضح الرئيس التنفيذي للعلاقات والاتصالات في شركة "زين" أنها فكرة مستبعدة وان الشركة قررت احترام القانون وكل ما يصدر عن وزارة الإعلام برفض اجازة العرض المسرحي من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي اصدر بيانا موجها للجهة المنفذة للمسرحية جاء فيه: "تعتذر لجنة إجازة عروض مسرح الطفل بسبب قرار وزارة الإعلام بإحالة كاتبة المسرحية ومجموعة من الممثلين للنيابة العامة، لمشاركتهم في مسلسل تلفزيوني قدم صورة مسيئة عن المجتمع الكويتي، ومن غير المسموح تقديم عروض المسرحية سواء تجاريا أو حتى العرض الخاص ومخالفة ذلك سوف تكون هناك اجراءات صارمة".
ناصر الدوسري: أنا سعودي أحترم القرار
انبرى الكثيرون من جمهور الفنان السعودي ناصر الدوسري، أحد أبطال مسرحية "أبرا كدبرا" وأحد المشاركين في المسلسل، دفاعا عنه وأنه من الظلم احالته للنيابة لظروفه الخاصة، حيث ان عمله الوحيد الذي يجني منه المال هو التمثيل، وبهذا القرار سوف يواجه مشكلات مستقبلية، ناهيك عن ان الشخصية التي جسدها في المسلسل كانت لمعلم فيزياء هادئ الطباع ومشاركته ايجابية فكيف يتم "جره" مع باقي الممثلين الذين قدموا مشاهد صريحة مسيئة. وفي أول تعليق له كتب الدوسري، عبر صفحته في "انستاغرام": كل التوفيق لزملائي في مسرحية "أبرا كدبرا"، نعم انا سعودي لكن اعتبر نفسي ابن الكويت واحترم قرارات الدولة، كل التوفيق لفريق مسرحيتي وسوف اكون أول من يجلس على مقاعد الحضور. يذكر بأن الفنان أحمد إيراج ايضا من الفنانين المحالين للنيابة وكان من ضمن أبطال "أبرا كدابرا".
أحمد إيراج
لافي السبيعي
هدى حسين