زين وشين
صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، قبل استقالة الحكومة تمهيدا لتشكيل مجلس وزراء جديد قبل انعقاد مجلس الامة الجديد في 17 الشهر الجاري!
رحل مجلس الوزراء مصحوبا بالسلامة، والواقع ان الشارع الكويتي لا يعرف من اعضائه إلا نائب رئيس الوزراء، وزيرالدفاع، وزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف، الذي اصبح معروفا من الجميع، من هو مع توجهاته، او ضدها، فقد استطاع، بالفعل، ان يثبت نفسه كأقوى وزير في هذه الوزارة المتواضعة، فقد حفر اسمه بتاريخ الوزارات الكويتية!
كثيرون هم من يعارضون سياسته القوية، خصوصا في التعامل مع ملف الجنسية الكويتية، وتراكماته، ومشكلاته المزمنة، وما صاحب ذلك من سحب لبعض الجناسي، واعادة النظر في جنسيات اخرى، ويتمنون عدم عودته وزيرا مرة اخرى، خصوصا في "الداخلية" لكي تبقى ملفات الجنسية مغلقة، بما لها وما عليها، ويبقى الوضع على ما هو عليه، فليس من مصلحتهم فتح هذا الملف.
هناك كثيرون ايضا يدعمونه من باب المحافظة على الهوية الوطنية، ويتمنون عودته بقوة، مدعوما من المراجع العليا، دعما يؤهله لإنهاء هذا الملف الشائك.
وسواء اتفق الناس مع اليوسف، او اختلفوا معه، فإنه بلا شك هو الوزير الأنشط بين اقرانه، ولو تحرك زملاؤه مثل حركته لحققت هذه الوزارة في أشهرها القليلة ما لم تحققه وزارات استمرت سنوات!
كنا نتوقع تقدما في ملفات كثيرة، او قل نتوقع أن تبدأ الخطوات العملية فيها، مثل اعادة اعمار طرق الكويت، التي اصبحت موضعا مقلقا لكل كويتي، وكنا نتوقع إحالات اكثر لملفات فساد عالقة إلى جهات الاختصاص، وهذا ما لم يستطع ان يفعله الوزراء (الموظفون) الذين لا يجيدون فن اتخاذ القرار،
ويحتجون بقصر مدة وزارتهم الحالية، مع العلم ان الحجة نفسها لم تمنع فهد اليوسف من الانجاز!
ونذكر ضعاف الذاكرة، ان هناك وزراء كثر تم توزيرهم اكثر من مرة، حلوا ثم رحلوا، ولم يسجل باسمهم انجاز، بل لا اكثر من ذلك، لا يعرفهم احد، بينما اخرون حفروا اسماءهم بتاريخ الكويت باحرف من نور!
الخطابات الرسمية منذ سنوات تحض المواطنين على حسن الاختيار لمن يمثلنا في مجلس الامة، وهذا واجب وطني يجب ان لا يغفل عنه المواطن، اذ يجب عليه ان يضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه، وينتخب القوي الامين!
لكن ايضا من واجب من يشكل مجلس الوزراء، ان يحسن اختيار الوزراء، واضعا مصلحة الوطن والمواطن نصب عينيه! اذ ليس المواطن فقط هو من يطلب منه حسن الاختيار، فهل أنا غلطان...زين؟