غادة رزوقي استضافت طارق العلي وشعبان عباس في "سراي"
الإثارة والفضائح وكشف الأسرار لم تعد أسباب نجاح
افتقدت البرامج الحوارية والمنوعة البريق في رمضان، رغم وجودها في العديد من الفضائيات، ولم تلمع غالبيتها حتى أن الكثير منها لم يسمع عنها أحد، لأن أسرار وقصص النجوم لم تعد جاذبة في ظل وجود "السوشيال ميديا" والمواقع الإخبارية، التي تلاحق النجوم في جميع المناسبات، لذا تحتاج صناعة البرامج الحوارية وحتى المنوعة إلى أفكار جديدة وتقنيات عالية وتكلفة باهظة، وهذا لا يتوافر الا في القنوات الكبيرة التي يمكنها جذب رعايات واعلانات للصرف عليها، ومع هذا توجد مجموعة من البرامج ما زالت تحظى بمشاهدة كبيرة.
حقق برنامج "سراي"، على قناة atv وتقدمه الإعلامية غادة رزوقي، صدى جيدا خلال رمضان وحظي بمشاهدة متميزة، لان غادة، تتمتع بكاريزما وثقافة وخبرة كبيرة في إدارة الحوار، فضلا عن قراءتها الجيدة للضيف قبل الحلقة وهذا ظهر جليا في العديد من الحلقات، بالإضافة الى قدرتها على رفع ايقاع البرنامج مستغلة النقاط التي تحاور من خلالها الضيف، بمعنى انها لا تعتمد في كل شيء على الإعداد بل تضيف إليه الكثير، ولهذا ما زال حضورها مميزا ويرغب الكثير من الضيوف في الإطلالة معها، وقد أضافت غادة، الكثير لبرنامج "سراي" هذا العام على صعيد التقديم والإطلالة.
"ع المسرح"
تعرض أكثر من قناة برنامج "ع المسرح"، تقديم منى عبدالوهاب، وهو من البرامج الحوارية التي تميزت خلال رمضان وكان اكثر اعتدالا وتأثيرا في الوقت ذاته، حيث لم يعتمد على الإثارة بشكل مباشر بل على كشف الحقائق بأسلوب ينم عن احترام وتقدير الضيف، إلى جانب طرح الأسئلة بصيغة تجعل الضيف يفتح قلبه ويبوح بما لديه، وظهر هذا في حلقتي الفنان أحمد العوضي، عندما تحدث عن علاقته وانفصاله عن الفنانة ياسمين عبدالعزيز، وكذلك في حلقتي الفنان حسام حبيب، وعلاقته بالفنانة شيرين عبدالوهاب، وتميز البرنامج بمهنية وحرفية في اعداد الحلقات وصياغة الأسئلة دون احراج الضيوف.
"كل الحكاية"
عرضت شاشة تلفزيون الكويت برنامج "كل الحكاية"، الذي يعتبر الأفضل في البرامج الحوارية لاسباب عدة، اهمها اعتماده أجواء رمضانية في الديكور الذي صمم له، بالإضافة الى وجود فقرة تناول الضيف السحور في نهاية الحلقة من خلال وجود أكثر من شيف يشرح نوعية الطعام المقدم في الفقرة، بالإضافة الى طريقة الحوار التي تبناها الثنائي نجلاء الكندري وسويد عبيد، مع الضيوف الذين كانوا من النخبة ومنهم الشاعرة والمذيعة نجاح المساعيد، الفنانة زينب العسكري، الفنان محمد المنصور، الإعلامي زاهي وهبي، الكاتب عبدالعزيز السريع، وكذلك حلقة جمعت الثنائي فاطمة عبدالرحيم وأميرة محمد وغيرهم.
"أسرار"
قدمت المذيعة أميرة بدر، برنامج "أسرار" على قناة النهار المصرية، استضافت فيه العديد من المشاهير، وهي مذيعة تتمتع بحماسة في التقديم، ولفت انتباهي خلال استضافتها المخرجة إيناس الدغيدي والصحافي مجدي الجلاد، انها خرجت منهما بكم كبير من الأسرار بطريقة غير تقليدية في ادارة الحوار، فهي رغم حماستها لم تكشف للضيف عن نيتها في معرفة حكاياته ما جعلها تخرج بمحصلة كبيرة دون إثارة.
تقليد
غابت البرامج المنوعة الكوميدية، خصوصا التي تعتمد على التقليد، حيث كان آخرها "ستديو 2022" للفنان حبيب الحبيب مع ماجد مطرب وخالد المظفر وعبدالعزيز النصار، كذلك غابت برامج الكاميرا الخفية لوجود الكثير من "اليوتيوبرز" يقدمون البرامج ذاتها بمواقع التواصل الاجتماعي وأصبح لديهم كم كبير من الحلقات الكوميدية، التي فيها الكثير من الحرية والربح بتكلفة أقل كثيرا من برامج التلفزيون.
كذلك كان هناك العديد من البرامج التي اعتمدت خلال رمضان على الإثارة وأصبح الجمهور يعرف مضمون الأسئلة، ومع الأسف يتم تكرار الضيوف فيها سنويا مثل "العرافة"، وربما يكون الجديد فيه هذا العام هو استضافة المذيع العراقي نزار الفارس، ومع هذا أصبح هذا النوع من البرامج لغة حوارية قديمة، ولم تعد الإثارة والفضائح وكشف الأسرار جاذبة للجمهور.
يبقى ان صناعة البرامج التلفزيونية ستكون أكثر صعوبة في السنوات المقبلة، لأنها تحتاج الى مزيد من الأفكار والتكنيك والضيوف الذين يحصلون على مبالغ كبيرة نظير حضورهم في البرامج، وأمامنا برنامج "رامز جاب من الآخر"، حيث قام ببناء ديكور كامل للبرنامج واستخدم الكثير من الأفكار لتقديم مجموعة من الفقرات في وقت لا يتعدى 10 دقائق من اجل رفع ايقاع البرنامج وجذب المشاهدين ونجح في أوقات كثيرة ان يفعل ذلك سواء اختلفنا أو اتفقنا على طريقته، فالمشاهد ليس لديه استعداد لمشاهدة شخصيات عادية، بل يرغب في مشاهدة نجوم ومشاهير لكي يتعرف على اسلوب حياتهم وقصصهم.
"ع المسرح" منى عبدالوهاب وأحمد العوضي
محمد المنصور يتوسط نجلاء الكندري وسويد عبيد
"أسرار" أميرة بدر وإيناس الدغيدي