تَوْنَه خالصين من الانتخابات، وإذا بنا نخالف ما ورد في الخطابات الانتخابية الرنانة، التي أزعجتنا بصراخ متحدثيها، قبل أيام قليلة.
"هناك منعطف" لافتة اقرأوها مع نهاية كل انتخابات، ينعطف معها الجميع لا شعورياً، ويبدأ معها السلوك السياسي بالتغيير، من دون أن يكون هناك تحسن في الممارسة السياسية.
واضح ان الخطاب الانتخابي للإلقاء فقط، يؤدي الدور المأمول منه وقت السباق الانتخابي، وينتهي مع إعلان نتائج فرز الأصوات.
ونحن نسير في منعطف ما بعد الإعلان عن أسماء الفائزين، هل سألنا أنفسنا: أين القضايا التي تهم المواطن في هذه الفترة الزمنية؟
لم أسمع في هذه الأيام الحديث عن تحسين مستوى معيشة المواطن، أو الحديث عن كيفية علاج مشكلة الشوارع، لكن بدأ التحدث عن صراع الرئاسة، كقضية مصيرية تهم المواطن، مع اعترافي بأن هذه المرحلة بالذات تحتاج الى رئيس يملك من الامكانات ما يساعد على تجاوز مسائل مهمة ومصيرية بطريقة سلسة.
إضافة إلى ذلك يتصدر المشهد حاليا مسألة الاجتماع التنسيقي، والحديث عن مؤيد ومعارض لهذا الاجتماع إضافة إلى موضوع التشكيل الوزاري، ومدى قبول النواب لأعضاء الحكومة الجديدة من حيث الأسماء.
هل فعلاً لدينا ذاكرة سمكة، هل معقول ان يتمكن منا النسيان بكل سهولة، هل نسينا لماذا ذهبنا إلى مراكز الاقتراع وأدلينا بأصواتنا؟ هل فعلاً الرأي العام من الممكن امتلاكه، هل الشارع السياسي يمكن اختطافه؟
لو ذهبنا إلى المواطن البسيط إللي على باب الله في هذا الوقت بالذات، لعرفنا ما هي القضايا الحقيقية التي تهمه.
واضح أن طريقة إلقاء الخطاب الانتخابي أهم من مضمونه، ولذلك نحن ننسى بسرعة ما قيل أيام الانتخابات، لكن نذكر كيفية إلقاء ذلك الخطاب، والطرح الوطني نصنفه بناء على طريقة الإلقاء لا وفق المضمون.
نعم هذه هي قضايا المنعطف الذي نسير به، ونحن منعطفون معه مطيعون لأي لافتة سياسية تقابلنا في طريق الممارسة السياسية، ويبدو أننا ما ندل طريقنا، والمحبط هو أننا لا نتعلم من تجاربنا السابقة، ففي كل مرة ندخل هذا المنعطف متقبلين وجوده.
كما نحتاج إلى خارطة تشريعية، خارطة طريق سياسية نسير بها، لكي لا يكون فتح الباب "داشين كوع".
محام، كاتب كويتي