مساحة للوقت
بداية من نفح، وأقوال، وأدب أهل الكويت، أقتبس هذه الرسالة الملهمة، التي فاضت بها قريحة العم سليمان الجارالله، رحمه الله، وطيب ثراه، قبل 30 عاماً ومقدمها:
"يا رب أرجو العون منك
فإنني بك أستعين
وليس غيرك مسعدي
هبني البيان المستنير لعلني
منه أدل بأي قول أبتدي"
بهذه الأبيات افتتح العم الأديب والشاعر القدير المرحوم العم سليمان الجارالله قصيدته ينتقد فيها ممارسات نواب، قبل أكثر من ثلاثين عاماً، وكأنه يخاطب زماننا، ويخاطب هرج نواب مجلس 2024، وكأن الزمن توقف وتعطلت عقاربه، لنعود إلى ابيات العم الجارالله الذي يرثي منذ أعوام مضت الحال، وكأن يخاطب نفسه والناس بعد ظهور نتائج انتخابات أبريل 2024، فما اشبه اليوم بالبارحة!
ونستكمل الابداع، والإحساس الوطني لرجل حكيم، وصف الحال وكأنها واقع لم يطوَ، وتمضي سنونه، ويخاطبنا في هذه الأبيات ويقول:
"كم تطلبون مطالباً فيها لكم شر
وليس بها صلاح المفسد"!
ثم يتشدد في ابيات اخرى، رحمه الله، يحاكي الواقع ويقول:
"انقذ إلهيّ شعبنا من عصبة
يتربصون به لأخبث مقصد
جشع يلف ضمائرهم ممسوخة
سلكت طريقاً لم يكن بمعبد"
وهنا ايضاً تتفجر احاسيسه الوطنية فيقول:
"من ذا يؤمّل في اللصوص امانة
فقدوا الضمائر رغم كل مفند
وكذاك نواب انت فيهم رشاً
سيكون كرسيهم ككرسي المقعد"!
واختم هذا الانتقاء الجميل من ابيات تلك القصيدة الرائعة التي فاضت بقريحة الراحل العم سليمان الجارالله، طيب الله ثراه وأحسن مثواه، حيث اقتبس هذه الخاتمة بقوله:
"أترى سينهض بالبلاد متاجر
بالسحت بالمال الحرام ليزدد
قل للآلي جمعوا الحرام تعمداً
لم يرهبوا بطش الكريم الأوحد"
لعلني في هذه السطور أشعر وكأنني في قمة الروعة والحضور بعبق الزمن الجميل، واعيش اجواء رابطة الأدباء، واسمع واتمتع بجميل الكلم الطيب في حق الوطن، ونقد الذات، وزمن الابداع في مواجهة التحديات والدخلاء الذين عاشوا بيننا يتربصون لشق الصفوف، ولكن منذ ذلك الوقت والوطنيون لهم بالمرصاد، وكشفوا نواياهم، بل وحذرونا منهم!
من هنا عشت وإياكم في ابيات قصيدة أديب وطني، كشف نوايا هذه الزمرة والعصبة الحاقدة، وممارساتها المضللة، لكن الله أكبر من مكرهم، ونواياهم، ونحن لهم بالمرصاد نحفظ للكويت سيادتها، وعزها وكرامتها، ملهمين، بعون من الله، وبتمسكنا بهذه الرسائل والتوجيهات الطيبة من رجالها الشرفاء، الذين قرأوا الساحة من قبلنا، ونحن على هداهم نسير.
اللهم احفظنا وقيادتنا، وبلدنا بالملاذ الآمن بحفظك ورعايتك، وألهمنا الصبر والمثابرة للدفاع عن الحق والوطن.
كاتب كويتي