متلازمة إرضاء الآخرين

حوارات

تشير المتلازمة في سياق إرضاء الآخرين الى أعراض وعلامات نفسيّة سلبية، تدل على وجود اختلال فكري عند أحدهم، يتمثل في تفضيل المصاب بهذا الاضطراب الفكري مصالح الناس على مصالحه الشخصية، وعلى حساب تقديره واحترامه لذاته.

وهي سلوكيات تكشف عن نمط تفكيري انهزامي وهدّام يُسبّب الكثير من المشكلات، لمن لا يزال يُفرِط في إرضاء الآخر على حساب مشاعره وتقديره ذاته.

ومن بعض أعراض وأسباب هذه المتلازمة المرضيّة المعقدة، وكيفية تغيير النمط التفكيري السلبي المرتبط بها، نذكر ما يلي:

- أعراض وأسباب متلازمة إرضاء الآخرين: يتّصف بعض الأفراد بالهشاشة العاطفية بسبب تعرّضهم لتربية أسرية فاشلة على يدي أبوين لم يوف أحدهما، أو كليهما، بمسؤولياته الأخلاقية الكاملة تجاه بناء وتقوية شخصيات أطفالهم، وستلاحظ صعوبة تخلّص هذا النوع من الأشخاص اللطفاء للغاية من العلاقات السّامة التي يتورّطون بها.

وربما ستظهر عليهم عدم القدرة على مواجهة الضغوط النفسيّة الحياتية الاعتياديّة وحدهم، وميلهم الى الاتكال على من حولهم لحلّ مشكلاتهم، أو تأدية دور المدافع عنهم ضدّ وقاحة الوقحين.

وبسبب الرقّة السلوكيّة المفرطة عند بعض الأفراد، سيقع بعضهم في شراك إرضاء الغَيْر، بتسخير طاقاتهم ووقتهم الشخصي لإيجاد حلول لمشكلات غيرهم، على حساب حياتهم واستقرارهم، العاطفي والفكري، وسيعتنق هؤلاء الأشخاص الدمثون جدًّا أحيانًا كثيرة أولويّات نفر لا يكترثون بمبادلتهم الشعور الإيثاريّ نفسه!

- التوقّف عن إرضاء الآخرين: يجدر بالمصاب بمتلازمة الإرضاء السلبي، لا سيما من أصبحت هذه العادة السلوكيّة جزء أساسي في شخصيته، العزم على استبدالها بالاعتدال وبالعقلانية في التعامل مع الناس. وأن يحرص أثناء تعامله معهم على تذكّر مسؤولياته الأخلاقية تجاه نفسه، وأن يمتنع عن تقديم خدماته المجانية لأولئك الأفراد الذين لم يبادلوه في السابق كلام نفسه، وسلوكيات اللّطف وحسن التعامل.

وأن يحرص على التعرّف بدقّة على أولوياته وأهدافه الشخصية، وذلك بسبب أن الجهل بها يجسّد السبب الأبرز للوقوع في ورطة إسعاد وإرضاء الناس على حساب النفس.

وبتغيير نمط التفكير السلبي الذي يعطي فيه المرء الأهمية القصوى لمشاعر وأحاسيس الآخر، على حساب كيانه الإنساني.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi