الأربعاء 15 يناير 2025
17°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 م. عادل الجارالله الخرافي
كل الآراء

وجهة نظر مواطن للرئيس المكلف

Time
الثلاثاء 16 أبريل 2024
View
70
م. عادل الجارالله الخرافي

تكليف الشيخ أحمد العبدالله برئاسة مجلس الوزراء، وتشكيله، يأتي في سياق تكليف سمو الشيخ محمد الصباح، وتقريبا في الإطار نفسه، فالرئيس المكلف حصل على تعليم متقدم، ولديه خبرة اقتصادية ومالية من عمله في البنوك، وخاض تجربة سياسية كوزير سابق، تؤهله لفهم المشهد السياسي والتعامل مع معطياته، وذلك يوضح أن لديه الأساس السياسي والمهني والتعليمي لرئاسة مجلس الوزراء.

في تقديري، إن أول ما ينبغي التعامل معه بجدية وتركيز، هو التزام معايير ومقاييس جديدة ومبتكرة، تختلف عما درج عليه الأمر في تشكيل مجالس الوزراء السابقة، التي كانت بالأسلوب والمعايير التقليدية نفسها.

المطلوب مجلس وزراء يستطيع أعضاؤه مساعدة رئيسهم في مواجهة تحديات كبيرة ومشكلات مزمنة، لا تحتمل التأجيل أو التأخير، وفي ذلك، يتعين أن يكون عضو الحكومة من ذوي الخبرة في مجال اختصاصه، ولديه خبرة وحنكة سياسية ودراية في التعامل مع مجلس الأمة.

وفي تقديري كذلك، أن الرئيس المكلف ينبغي أن تكون تصريحاته وأطروحاته في مرحلة تشكيل مجلس الوزراء في حدها الأدنى لتكون مرئياته، واولوياته، واسلوب عمله بشكل واضح ومدروس، ضمن برنامج حكومته الذي يتعين تقديمه الى مجلس الأمة فور تشكيلها.

ومما يساعد الرئيس المكلف على فهم المشهد السياسي الحالي هو أن صورة مجلس الأمة المنتخب، واتجاهاته، وتوجهاته واولوياته أصبحت واضحة، وعبر عنها بشكل أو آخر النواب، خصوصا في اجتماعهم التنسيقي الأخير، وعليه أن يكون جاهزا للتعامل معها.

ومن المهم الانتباه إلى أن انتخابات مكتب المجلس ولجانه من الأعمال البرلمانية المهمة، التي يتعين على أي رئيس لمجلس الوزراء اتخاذ موقف بشأنها، وبمبررات كافية ووافية حتى لا يخل بالتوازنات المطلوبة، وهي من دون شك، ستكون مهمة صعبة، كعبور حقل ألغام.

إن سر نجاح رئيس مجلس الوزراء، أي رئيس، في أداء مهماته يكمن في أمرين في غاية الأهمية، أولهما: قدرته على تشكيل مجلس وزراء قوي وفعال يكسب ثقة مجلس الأمة، واهتمام وتقدير الرأي العام الكويتي.

وثانيهما، وهو يتصل اتصالا وثيقا بالأول، يكمن في قدرته على التعامل مع مجلس الأمة وفق الدستور واللائحة الداخلية، وأن يكون مجلس وزرائه لكل الكويت، وليست مجلس وزراء لطرف دون آخر.

سوف يسمع الرئيس المكلف انتقادات ومواقف مسبقة وتحديات، خصوصا في وسائل التواصل الإجتماعي، لكنها يجب ألا تؤثر فيه، وفي اسلوب عمله ورؤيته في التشكيل الوزاري.

كما سيسمع كذلك تأييدا وتشجيعا، لكن يجب ألا يدفعه ذلك الى المبالغة، فالحكمة والتوازن واستثمار الخبرة والاستفادة من المهنية لدى وزارئه والقرار الجريء هي أدوات النجاح.

كما لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن هناك أولويات تهم المواطن، على رأسها تحسين مستواه المعيشي، وينبغي أن يتعامل معها بمصداقية ووضوح، والله الموفق.

آخر الأخبار