الأربعاء 08 مايو 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
رئاسة الوزراء تحت رقابة ربان يريد الريادة للبلاد
play icon
الافتتاحية

رئاسة الوزراء تحت رقابة ربان يريد الريادة للبلاد

Time
الثلاثاء 16 أبريل 2024
View
120
أحمد الجارالله

مرحباً بك أيها الرئيس المكلف رئاسة الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، فأنت على ظهر سفينة مرّ عليها الكثير من التجارب الفاشلة، ووزراء ورؤساء لم يتركوا غير التراجع والقصور في كل المجالات، فيما البلاد، وكما قال الشاعر، يقتلها الظمأ وعلى ظهرها الخير محمول.

مرحباً بك بعد ثقة القيادة التي لا نشك أبداً بها، بل ليس لنا ذلك، فنحن أمة قال فيها الله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، وأنت اليوم مساعد ربان سفينة أرهقها التعب، جرّاء ثلاثين عاماً من التراجع، فيما اليوم يقودها قبطان مختلف، تابع منذ 60 عاماً الشأن العام، ومسار حكام البلاد، ورضي عن بعض قراراتهم، وكظم الغيظ عن بعضها الآخر، وعرف من أخطأ ومن أصاب.

ربان أشهر راية الحق والعدل أمام الجميع، وبدأ بنفسه وأهله، وهو لن يسمح لكائن من كان بأن يُنزل تلك الراية أو يعبث بها.

لهذا، فإنك أيها الرئيس المكلف تعرف أكثر من غيرك أهدافه، وهي مشهورة أمام أهل الكويت أيضاً، لأن سموه أعلنها في مواقفه وخطبه، وأمام زواره، وأهمها ألا مكان للفاسدين والمفسدين، والكويت لا بد أن تعود سيرتها الأولى في الريادة والتقدم، وليس هناك ما يمنع من ذلك، طالما أن خيراتها كثيرة، وطاقاتها البشرية عظيمة، لهذا عليك أن تعرف أيها الرئيس كيف تبعد أصحاب المصالح الشخصية، وأن تتلافى العراك العبثي بين السلطتين.

شيخ أحمد العبدالله، اليوم أنت تحمل أمانة السلطة التنفيذية، ولا بد أن تختار طاقم وزراء يدرك كيف ينفذ طموحات صاحب السمو الأمير، وكما أسلفنا، وحدك تعرف، أكثر من غيرك ماذا يريد ربان السفينة، وأهدافه، ومن أشد الخطر في هذه الظروف الحساسة، داخلياً وإقليمياً ودولياً، عدم التجاوب مع أوامره، وألا يكون هناك فهم لكل ما يجري، أكان في البلاد، أو الإقليم، أو التعاطي مع الأحداث باستخفاف.

لا وقت للتمصلح على حساب مصالح الكويت العليا، وليس هناك أي مجال للعراك على ترهات، أو مماحكات، بل لا بد أن يكون الإصلاح هو الهدف الأسمى، لأن قائد السفينة يسعى إلى تحقيق ذلك مهما كلف الثمن، لا سيما أن الأثمان التي دُفعت سابقاً كانت باهظة إلى حد لم يعد يقبل فيه الكويتيون، والقيادة العليا، أي فشل، فالبلاد لا تحتمل أي مغامرة غير محسوبة النتائج.

نحن اليوم أمام ربان سفينة لديه معرفة بكل شأن في الوزارات المختلفة، وقد جرّب الكثير من المسؤولين الذين اكتشف أنهم ليسوا على قدر من المسؤولية، ولا على مستوى التحديات التي واجهوها في الإدارة، فيما الكويت اليوم بحاجة إلى البناء، وعلى الجميع أن يسهروا على هذه المهمة، كما يسهر عليها أميرها، بيض الله وجهه، وبارك الله في عمره.

أيها الرئيس المكلف، لا نخفيك، أننا سنراقب أعمالك، وأعمال طاقمك الوزاري، وكما تحلم أنت بإطالة عمر مجلس الوزراء الذي تقوده، يحلم الكويتيون بأن يكون الاستقرار السياسي طويلاً، وأن تبدأ التنمية بقيادتك التنفيذية، وألا تسمح بقيام دولة عميقة، أو دويلات من هذا النوع، فأنت تدرك ماذا يعني أن الكويت اليوم بقيادة حاكم عاش طوال عمره من أجل بلاده، ولن يسمح بأي خطأ مهما كان صغيراً، فهو حاكم يرهقه الحلم بالأفضل.

حاكم يريد أن تعود الكويت إلى الريادة، وكما قلنا إن الخير كثير، ولا تنقصنا إلا إدارة الرجال.

  • أحمد الجارالله

آخر الأخبار