"الخماسية" تباشر لقاءاتها مع الكتل لحلحلة الملف الرئاسي
في إطار استعداداته لحرب واسعة مع لبنان، وفيما الجبهة الجنوبية تزداد اشتعالاً، أجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، مناورات بالذخيرة الحية في مناطق الجليل الأعلى والأوسط المحاذية للحدود اللبنانية، وتخلل هذه المناورات تحليق كثيف للطائرات الحربية في منطقة الجليل على حدود لبنان، كما شهدت المنطقة حركة كبيرة لقوات الأمن والمركبات، في وقت قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المناورات تأتي في إطار الاستعدادات لحرب قريبة مع "حزب الله".
وفيما نشر الإعلام الحربي في "المقاومة الإسلامية" مشاهد من عملية استهداف أجهزة تجسسية في موقع الرادار التابع للجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل من ثلاث طبقات في بلدة حانين، ما ادى الى تدميره كاملًا مع أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية والمنازل المحيطة بالمنزل المستهدف وإلحاق أضرار بعدد من السيارات.
إلى ذلك، وفي الوقت الذي يتصدر ملف النزوح واجهة الاهتمام، بعد تزايد الجرائم التي يرتكبها سوريون، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، أن "القوى الأمنية تقوم بجهد كبير لكشف الجرائم بأسرع وقت". وقال بعد زيارته مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، أمس،"نقوم بفرض النظام أكثر فأكثر في بيروت". أما المفتي دريان، فشدد على أهمية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم بأمان وتطبيق الإجراءات القانونية.
وفي السياق، التقى الوزير مولوي، النائبة ستريدا جعجع على رأس وفد من قضاء بشري. وكان اللقاء، مناسبة دعت فيها جعجع وزير الداخليّة إلى "ممارسة سلطته كوزير وصاية على البلديات من أجل الطلب منها في مختلف الأقضية والمحافظات التقيد في تطبيق التعاميم على ما هو حاصل في قضاء بشري، حفاظاً على حقوق المواطن اللبناني في أن يعيش بأمن وأمان ودرءاً للمشاكل والتوتّر بين اللبنانيين واللاجئين السوريين، لما في ذلك من مصلحة وطنيّة عليا".
وفي جديد سُبحة الجرائم المتنقلة التي يرتكبها نازحون، بين مختلف المناطق اللبنانيّة، أقدم سوريون على قتل المواطن ياسر الكوكاش في بلدة العزونية - قضاء عاليه، بعدما قيدوه وسرقوا شقته، وأدّت الجريمة الى غضب عارم في صفوف الأهالي في المنطقة، وقد قام بعضهم بمهاجمة بيوت النازحين وإجبارهم على تركها. وعلى الفور، اتخذت القوى الأمنية إجراءات منعاً لتفاقم الوضع.
سياسياً، وفي جديد الحراك بشأن الاستحقاق الرئاسي، اجتمع سفراء المجموعة الخماسية، أمس، مع وفد كتلة "التوافق الوطني"، وكان بحث في سبل إنجاز الانتخابات الرئاسية في وقت قريب. وسيلتقي سفراء "الخماسية" في الساعات المقبلة، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل. وكذلك رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، كذلك سيلتقون كتلة "الوفاء للمقاومة" في غياب سفيري اميركيا والسعودية. كما سيكون لهم لقاء برئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في غياب السفيرة الأميركية.
وفي شأن متصل، زار وفد من تكتل "الاعتدال الوطني" كتلة "الوفاء للمقاومة" في مقرها، حيث تسلّم منها جوابها في شأن مبادرته الرئاسية. وعلم ان "الوفاء للمقاومة" ابلغت وفد التكتل "موافقتها على الحوار لإيجاد مخرج رئاسي، على أن يكون الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن دون قيد أو شرط".
ورأت مصادر نيابية معارضة، أن "لا مؤشرات حتى الساعة، توحي بأن حزب الله تحديداً، أصبح مستعداً للتنازل عن مرشحه لمصلحة رئيس تسوية. وفي الموازاة فإنه بات مطالباً أكثر من أي وقت مضى، بفصل قضية الانتخابات عن ملف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، باعتبار أنه حان الوقت لفصل قضايا لبنان عن محيطه".
وكشفت المصادر أن الاستحقاق الرئاسي، سيكون بنداً أساسياً، على طاولة المحادثات بين وفد المعارضة النيابية المؤلف من النواب، ميشال معوض، نديم الجميّل، جورج عقيص، مارك ضو ووضاح الصادق، وعدد من المسؤولين الأميركيين. ويعقد الوفد خلال الأسبوع المقبل اجتماعات عدة في البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، ووزارة الخزانة، والكونغرس، ومراكز دراسات، وصندوق النقد الدولي، ومع مجموعات لبنانية أميركية بهدف إيصال وجهة نظر المعارضة في ملفات عدة أهمها وضع الحرب في جنوب لبنان وغزة في ظل خطر توسعها، ملف رئاسة الجمهورية، وملف النزوح السوري. كما يعقد الوفد سلسلة لقاءات تتعلق بالوضع الاقتصادي المالي والإصلاحات المرتبطة به.
وأشارت إلى أن المعارضة اللبنانية، تسعى إلى الوقوف على حقيقة الموقف الأميركي من الكثير من الملفات الداخلية، وتحديداً ما يتصل بالوضع في الجنوب، وأهمية تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وما يتصل بموضوع الانتخابات الرئاسية، وضرورة أن تبادر واشنطن إلى السعي من أجل انتخاب رئيس للبنان في أسرع وقت، من خلال دعم مساعي "الخماسية"، لا أن يبقى الموقف الأميركي، مجرد تمنيات، سيما وأن هناك مخاوف من أن يكون الاهتمام الأميركي بالملفات اللبنانية قد تراجع، مع دخول إدارة الرئيس جو بايدن في مدار الانتخابات الرئاسية، وتقدم ملفات المنطقة على الشأن اللبناني، ما يطيل عمر الشغور الرئاسي، وهو أمر ترفضه المعارضة، بالنظر إلى تبعاته المدمرة على البلد وما تبقى من مؤسسات.
وفي هذا الخصوص، أعلن النائب ملحم خلف في تصريح له في اليوم الـ٤٥٣، لوجوده في مجلس النواب، "أن الفوضى التي نعيشها جراء عدم انتخاب رئيس الجمهورية بلغت حداً لم يعد يطاق"، معتبرا أن "كفر المواطن بكل من يمارس السياسة وفقد كل ثقة بمن هم مؤتمنون على السلطة، حتى انه أصبح خائفاً، قلقاً، مرتجفاً ممن يمارس السلطة، مرتعباً من تسلطهم وجَورهم وبطشهم".
إلى ذلك، ومع تزايد المؤشرات إلى تمديد ثالث للمجالس البلدية والاختيارية، كتب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر منصة "إكس"، "جريمة إضافية بحق لبنان واللبنانيين يرتكبها كل من يساهم في التمديد مرة ثالثة للبلديات. فإلى محور الممانعة وحلفائه: بعدما حرمتم اللبنانيين من دولة فعلية، وبعدما أوصلتموهم إلى قعر جهنّم، وبعدما عطلتم الانتخابات الرئاسية، تجهدون اليوم لحرمانهم أيضا وأيضا من السلطات المحلية. وقال، إن "التيار الوطني الحر" مدعو اليوم، وقبل غيره، إلى عدم المشاركة في هذه الجريمة، وعدم حضور جلسة التمديد المنتظرة، وذلك من أجل إجبار الحكومة على تنظيم الانتخابات البلدية في المناطق اللبنانية كلها ما عدا المناطق التي تشهد عمليات عسكرية متواصلة".