الاثنين 12 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

ورحل ابراهيم اليوسف

Time
الأربعاء 17 أبريل 2024
View
150
طلال السعيد
زين وشين

كل نفس ذائقة الموت، هذه سنة الحياة، من عاش مات، وكل من عليها فان، هذا نستقبله، وذاك نودعه الوداع الاخير.

بالأمس القريب رحل عن دنيانا في المملكة العربية السعودية صديقنا العزيز، الإنسان الفاضل، صاحب القلب الكبير، واللسان الذاكر الشاكر، الأديب والشاعر والراوي الكبير إبراهيم بن عبدالله اليوسف، الاعلامي الكبير، مقدم برنامج "من البادية" من اذاعة الرياض.

ذلك الصوت الحنون الدافئ المليء بالحب، الحريص حرصا شديدا على التراث الشعبي لجزيرة العرب، حفظا ورواية، وبحثا وتدقيقا، فلم يكن يقدم ما لا يقتنع به، ويتعب كثيرا على الدراسة والبحث والتدقيق، يحفظ من التراث الشيء الكثير، وروى من قصص وأشعار، السابقين واللاحقين، ما يعجز عنه غيره.

وكان رمزا كبيرا للأدب الشعبي في جزيرة العرب، يستشهد برواياته، ويضرب المثل في حرصه، فلا يبحث الباحث بعده، ولا يختلف على روايته اثنان.

عرفت ابراهيم اليوسف منذ فترة طويلة، تزيد على اربعة عقود من الزمن، عرفته حين كان يعمل ببرنامجه نفسه، بمعية الموسوعة المرحوم الشيخ منديل الفهيد، رحمه الله.

وكان الشيخ منديل اكبر واعلم، واصدق الرواة في جزيرة العرب كلها من دون منافس، فهو يعتبر موسوعة متنقلة استفاد منها الجميع، إلا ان رحيله لم يترك فراغا بوجود خليفته المبدع ابراهيم اليوسف، الذي استطاع، وبجدارة، العبور بهذا البرنامج المهم إلى آفاق ارحب، فقد انعكست شخصية المبدع إبراهيم اليوسف على البرنامج بحلته الجديدة، وازداد تعلق المستمعين بإذاعة الرياض العريقة، من خلال الصوت الدافئ المتدفق بالحب.

إبراهيم اليوسف، غفر الله له، عرفته عن كثب، ونعم المعرفة، فقد كان، رحمه الله، متدينا مسميا مصليا، به من الدين والورع ما يجعله يضع الخالق عز وجل نصب عينيه في كل كلمة يقولها.

يخاف الله ولا يظلم، ولا ينسب شعرا لغير اهله، ويتجنب كل ما يثير الناس.

وكان رحمه الله سمحا محبا محبوبا من الجميع، وكان كريما في بيته يفرح بالضيف، تسبقه كلمة هلا.

وكان رحمه الله معطاء في كل جوانب حياته، وليس فقط في المجال الإعلامي، إلا ان شخصيته الإعلامية طغت على الجوانب الأخرى المضيئة في حياته.

خالص العزاء والمواساة للأسرة الإعلامية في اذاعة الرياض، ولأسرته التي يحق لها أن تفخر بالراحل الكبير، واعزي نفسي بصديق عزيز رحل، كان لي الشرف ان اكون زميلا له، ونعم الزمالة، وانا لله وانا اليه راجعون!

آخر الأخبار