الخميس 21 نوفمبر 2024
25°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الكوت / المعيشة في الكويت قديما
play icon
تراث

الكوت / المعيشة في الكويت قديما

Time
السبت 20 أبريل 2024
View
180

الغالبية من الكويتيين قديما كانوا من الطبقة الفقيرة وقلة منهم هم الأغنياء، كانت معيشتهم تتسم بالبساطة وليست كما يتصورها البعض، فالكثير منهم يعيش على قوت يومه، ويشقى الغني منهم والفقير في سبيل كسب لقمة العيش، في حين لا يجد البعض منهم المال الكافي لاطعام عائلته في بعض الأحيان.

ومن اللافت للنظر عند حلول المساء في المدينة تجول الفقراء الذين يطوفون ويطرقون أبواب بيوت الميسورين من الأغنياء طلبا لوجبة المساء، وللتعريف بمعيشة الكويتيين قديما سوف أتطرق في هذا الموضوع عن عملهم ومأكلهم ومشربهم ومسكنهم وملبسهم لكي يعرف أبناء الجيل الحالي كيف كانت معيشتهم أجدادهم في الكويت قديما بشكل مبسط.

عملهم :

العمل قديما من مستلزمات الحياة الضرورية حيث يعمل الأبناء منذ الصغر أي قبل بلوغهم سن البلوغ لاعانة أهاليهم في معيشتهم الصعبة، ومن النادر ان تجد الأبناء بلا عمل سواء الغني منهم والفقير فالكل يعمل في سبيل كسب لقمة عيشة حيث يعمل أبناء الأغنياء مع أهاليهم في تجارتهم حتى يتم صقلهم منذ صغرهم لتحمل المسؤولية، أما العامة فيعملون في مهنة الغوص وصيد السمك ونقل المياه وقطع ونقل الحجارة وغيرها من المهن الشريفة التي تتطلب الصلابة والصبر حيث يعمل البعض منهم بيوميات زهيدة لا تكاد تكفي قوت يومه فلم يكن العمل يعيب الرجل قديما مادام المهنة شريفة.

مشربهم ومأكلهم :

المياه كانت شحيحة، في البداية كانت تجلب من الآبار الموجودة في المدينة ومع اتساع المدينة وزيادة عدد سكانها تم جلبها من الآبار المجاورة للمدينة ومن الآبار البعيدة عنها و مع الطلب المتزايد على المياه قام الكويتيون بجلب المياه من شط العرب لسد النقص، وكانت لديهم مياه تستخدم للشرب وأخرى للطبخ ومياه للاستخدام الحيواني والاستخدامات الأخرى حيث عانوا الكثير من شحها وعذوبتها فلم يعرفوا التبذير في هذه النعمة.

أما الأكل وعاداته فهي تختلف عما هي عليه في وقتنا الحالي فوجبتهم الرئيسية هي العشاء وتقدم إما قبل صلاة المغرب أو بعدها بقليل حيث يخلدون للنوم باكراً، أما وجبة الغداء فتقدم قبل صلاة الظهر أوبعدها بقليل، وفي الافطار يفطر العامة على التمر و«الغيبة» بقية العشاء، أما الأغنياء فيفطرون على الخبز و«المفروك» و«البثيث» وفي الغداء يأكل العامة التمر و«المتوت» وهي «اسماك العمومي» الصغيرة المجففة أما الأغنياء يأكلون الخبز مع اللبن «المخيض» والتمر والارز وقليلاً ما يطبخ الأرز سواء مع الماش أو الربيان أو السمك المجفف ، فلا يقدم باللحم والسمك يوميا بل مرة أو مرتين في الأسبوع طبعا هذا بالنسبة للأغنياء فما بالك بالفقراء وهم عامة الكويتيين و في الشتاء يأكل الاغنياء «الماتوت والرغيد و العصيد» ولكن ليس بصفة مستمرة وقد يستغرب الكثير بقيامهم بمسح أيديهم بأرجلهم بعد أكل العصيد فلم يعرفوا الغسيل بالصابون بعد الاكل إلا في ما بعد.

مساكنهم :

كانت مساكنهم قديما متلاصقة والممرات ضيقة الغالبية والبيوت صغيرة، وعدد الغرف بها قليل ومساحات البعض منها لا يتعدى 200 متر مربع أو أقل وتفتقر لأبسط وسائل الراحة فلا يوجد بها صرف صحي لكنها كانت بنظرهم كبيرة، أما البيوت الكبيرة وعددها قليل فهي للأغنياء وبها بعض وسائل الراحة وليس كما يتصورها البعض فلا تكييف يقيهم من حرارة الصيف على عكس الوقت الحالي فبيوت الكويتيين الآن كبيرة تتوافر بها وسائل الراحة ومبنية على الطراز الحديث وبها الكثير من الغرف المجهزة بجميع وسائل الراحة.

قديما في الظهيرة يقيل الكويتيون بعد الغداء، ففي الصيف تراهم يهربون من بيوتهم و يذهبون للبحر لأخذ قسط من الراحة حيث يخلدون للنوم تحت ظل السفن الواقعة على السيف آملين بهبوب نسيم هواء يلطف عليهم لواهيب صيف الكويت الحار، حيث يقومون بتبليل «الوزار» بالماء وتغطيته أجسامهم به لكي يعطيهم برودة تنعشهم في أجواء الصيف الحارة، ورغم حرارة الجو كانوا يخلدون للنوم من شدة التعب والشقاء الذي هم فيه.

ملبسهم :

ملبسهم قديما بسيط وليس به تكاليف و تبذير واسراف والسبب كما ذكرت الحال اليسيرة لغالبيتهم، وكانوا ينتظرون الأعياد بفروغ الصبر لكي يرتدوا الملابس الجديدة ويرتدي الرجال قديما لباس الرأس الشائع للعامة وهو «الغترة» ثم عرفوا فيما بعد الشماغ حيث يلبسونه في الشتاء «العقال الطي» يلبسة كبار السن قديما ثم في ما بعد لبسوا «الشطفة»، والعامة منهم تلبس الدشداشة «الثوب» والأغنياء والشيوخ وكبار الشخصيات هم من يلبس الصديري والزبون والدقلة والبالطوا الذي ظهر لاحقا والأغنياء والشيوخ قديما كما يلبس الرجال قديما «عباءة قيلان» المصنوعة بالاحساء وفي ما بعد حل محلها البشت المتعدد الألوان أما السراويل الطويلة لا تلبس قديما الا في ما بعد وكانوا يلبسون «الوزا» بدلا منه و المتأنقون بالملبس قليلون في الكويت وهم البعض من الشيوخ وكبار الشخصيات.

أما لباس القدم كان الكويتيون قديما يمشون حفاة وكان البعض منهم يلبس الخف ويسمي «الزربول» الذي يصنع من الوبر ويعطي للخراز لوضع طبعة من الجلد من الخارج و قليل منهم من يلبس «النعال» وفي ما بعد تدرجوا بعدها الى لبس الأحذية بكافة انواعها.

أما لباس النساء فهو لباس محتشم فلا يظهر وجه المرأة وعند الخروج ترتدي العباءة و«البوشية» وغيرها من ملابس النساء فما النادر قديما خروج المرأة من البيت لا قبل الزواج ولا بعده الا نادرا وذلك لزيارة أهلها وأقاربها.

آخر الأخبار