حدث في الشارقة

زين وشين

في إمارة الشارقة، حفظها الله، جرف السيل طريقا مهما يربط اطراف الامارة بوسط المدينة، فلم نسمع احدا يتذمر او "يتحلطم"، بل ما سمعنا منهم إلا الرضى بقضاء الله وقدره، والتعاون من اجل اصلاح ما يمكن اصلاحه.

ما نشير اليه هنا ان هذا الطريق الذي جرفه السيل ترك على حاله حتى تنشف المياه، وتم تشييد طريقا جديدا على ارض مرتفعة الى جانب الطريق القديم الذي جرفه السيل، وفي مدة لا تزيد عن يوم وليلة، نعم خلال 24 ساعة كان الطريق جاهزا، ويستخدمه المواطنون!

نحن هنا في دولة الكويت منذ سنوات نشكو من سوء الطرق، وكثرة الحفر، والحوادث والوفيات، وليس هناك امل بالإصلاح، مع شديد الأسف!

الفرق بينهم وبيننا هو القرار، فهناك قرار يتخذ وينفذ بسرعة قصوى، من اجل مصلحة المواطن، وهنا تخبط وضياع وقت، وغياب قرار من دون نتيجة!

كلنا، مع الأسف، صدقنا "خرافة" الشركات الاجنبية التي سوف تنقذ الموقف، واذا بالسنوات تجري، ونحن على "طمام المرحوم"، وهذا وزير يرحل واخر يأتي مكانه، ورئيس مجلس وزراء يرحل واخر يكلف، وحال الطرق على ما هي عليه، والمشكلة اننا نعرف العلة، ونعرف الدواء، لكننا نتوقف عند التنفيذ!

لا تقارن إمكانات إمارة الشارقة بامكانات دولة الكويت، ولكن الفرق بالقرار، هم شعروا بالضرر مجتمعين فقرروا اداء الواجب الوطني بارادة صلبة، فحققوا المستحيل لربط اجزاء الوطن بالوطن الام!

نعم، هكذا تورد الابل، وللعلم لا الشعب الكويتي ولا اولياء امورنا تنقصهم الارادة الصلبة، والقرار الحاسم، لكنه الروتين القاتل الذي استقدمناه مع الاشقاء الوافدين، الذين دمروا بلدهم وجاؤنا بهم ليدمروا بلدنا، ونحن نتفرج!

فإن كنتم لا تستغنون عنهم فاركنوهم في الرفوف العالية، جمدوهم، وقربوا احفاد المؤسسين، وسلموهم الامر، وعندها ما حدث في الشارقة سيحدث في الكويت باذن الله...زين.