هَكَذَا تُصْبِحُ حَكِيمًا

حوارات

تشير "الحِكْمَة" الى وضع الأشياء في مواضعها المناسبة، والعِلْم بحقائق الحياة الإنسانية، وانتصار العقل على الهوى، وموافقة الرأي للصّواب، والنظر في عواقب ونتائج الكلام والتصرّفات الشخصية، والاعتبار بتجارب الحياة، والتزام دروسها في الحياة الشخصية.

ومن بعض وسائل إمتلاك الحِكْمَة، وكيفية استعمال مبادئها ومقاييسها الفكريّة والنفسيّة، نذكر ما يلي:

- وسائل امتلاك الحِكْمَة: أهم وسائل الاِتِّصَاف بالحكمة تتجسّد في استنباط المرء المبادئ السلوكيّة الفعّالة في بيئته المحيطة، مما يراه ويسمعه في الحياة العامّة، والامتناع التام عن الانغماس في الإفراط، في كلامه وتصرّفاته وتوقّعاته الشخصيّة.

والتزام التحفّظ الشديد مع من لا يعرفه حقّ المعرفة، وبالتَّثَبُّت الشديد من معلوماته، قبل أن يكوّن انطباعاته وأحكامه، وقبل أن يتّخذ قراراته الشخصيّة، وبتذكير نفسه على الدوام أنّ حُسن الظنّ في العالم الخارجي يكون غالبًا ورطة، وأنّ سوء الظنّ يكون أحيانًا كثيرة عصمة، واليأس التام مما في أيدي الناس.

وبتجنّب أقرب الكلام والتصرّفات الى الهوى، وبحفظ بعض ما يتوافر من رخاء الدّنيا لوقت انقلابها، وبتكرار سؤال كبار السن العقلاء عمّا استفادوه من دروس حياتية. وبالامتناع عن مخالطة السُّفهاء، لا سيما الأقرباء، وبالقراءة في كتب الأمثال العربية والقرآنية، والرضى بما هو كافٍ، وترك الفضول في كل شيء، وتذكّر أنه سيوجد دائمًا أشخاص يخافون ولا يستحون.

وبعدم التَّقَرُّب من أصحاب المال والنفوذ طمعًا في ما لديهم، والتفكّر في شؤون حياته اليومية، وبطرد الشخصيّات السامّة من الحياة الخاصّة، وامتناع المرء عن أن يكون سهل الانْقِياد وراء التأمّلات المُبهمة التي تُنتجها الشعارات الشعبوية العاطفية، وبالتدرّب على كسب الرزق باليد أو بالعقل.

- استعمال الحِكْمَة في الحياة: معيار نجاح الحَكِيم في حياته يتمثّل في مدى استفادته مما قرأه أو تعلّمه عن الحكمة، وتتحول الحكمة سمة ذاتيّة وشخصية فعّالة عندما تصطبغ بها تصرّفات وكلام الانسان، فيصبح كلامه حِكْمَة، وسكوته تَفكُّر، وتَفَكُّره اِتِّعاظًا لا يتوقف.

ويتحفّظ الحكيم على الدوام مع الناس في العالم الخارجي، ولا ينسى أنّ اتِّباع الهوى نهايته الرّدَى، وعليه اختيار أواسط الأمور، وَالمداَوَمَة على التَّحَرُّز من شرار الناس.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi