حوارات
يشير مصطلح "النقطة العمياء" في سياق العلاقات الشخصيّة الى ما يعجز الفرد عن رؤيته بسبب تشوّش نظره، وضعف تبصّره تجاه ما يجري ويحدث فعلاً في العالم الخارجي.
وهي نقاط ضعف، نفسيّة وفكريّة، مكتسبة تشابه مجازا النقاط العمياء الفيزيولوجية حين لا توجد مستقبلات للضوء على شبكية العين، ما يسبّب غشاوة تمنع الرؤية.
ويحدث أن تتكوّن نقاط عمياء في العلاقات الشخصية يعجز بسببها الانسان عن رؤية ما يتوجّب عليه رؤيته مبكرًا، لتفادي السقوط في شراك وكمائن العلاقات الشخصية السامّة.
ومن بعض أسباب تكوّن النقاط، أو البقع العمياء، في علاقاتنا الشخصية، وكيفية معالجة هذا النوع من العمى الفكري والنفسيّ الموقت، نذكر ما يلي:
- النقاط العمياء في العلاقات الشخصية: كلما دخل المرء بشغف مُفرط في علاقاته الشخصية، يتحتّم عليه دفع ضريبة اندفاعه الفكريّ والنفسيّ، ويتسبّب ضعف تقدير الذّات في تكوّن نقاط عمياء في طريقة نَظَر الانسان الى نفسه، والى طبيعة علاقاته مع الآخرين.
ويتسبّب الجهل بالنفس وقيمتها في فوضوية اختيار العلاقات، ويؤدّي ضعف النضج النفسيّ عند أحدهم الى عدم فهمه المناسب لحدود ومسؤوليات علاقاته مع الناس، حيث سينغمس غير الناضج نفسيًّا خبط عشواء في ما يعود عليه لاحقًا بالضرر.
وربما تتسبّب كراهية النفس بانغماس بعض الأفراد، بهدف التعويض النفسيّ، في علاقات شخصيّة سامّة تدمّر حياتهم، وربما تتسبّب سذاجة وسطحية تفكير الفرد بدخوله في علاقات تضرّه ولا تنفعه.
وربما يتسبّب الشعور السلبي المزمن بالحرمان العاطفي في تكوّن نقطة عمياء في عقل الشخص تمنعه من رؤية ما هو فيه، أو ما هو مُقْدِمٌ عليه من علاقات سيّئة.
- معالجة النقاط العمياء في علاقاتنا مع الآخرين: كلما تأنّى الانسان في تكوين علاقاته الشخصيّة، وتوقّف عن الاندفاع فيها من طرف واحد، حدّ بصره وقَوِيَتْ بصيرته، وكلما استمر المرء في تنقية حياته من الشخصيّات السامّة قلّ عدد النقاط العمياء في علاقاته، وحتف المرء يكون أحيانًا في ما يتمنّاه ويتوق إليه، أو يستميت للحصول عليه، ولا يصاحب المرء من يدعوه هَوَاه الى مصاحبته، بل يصاحب من تألفه روحه.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi