الأربعاء 08 مايو 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أمامنا أشهر قليلة حافلة بالمتغيرات
play icon
الافتتاحية

أمامنا أشهر قليلة حافلة بالمتغيرات

Time
الاثنين 22 أبريل 2024
View
2260
أحمد الجارالله

لا يُخفى على أحد أن القيادة الحالية تسعى بكل جهدها لأن تعيد إلى الكويت ريادتها، وأن تعمل على إصلاح ما أفسدته ممارسات ليست بالمستوى المأمول طغت خلال الثلاثين عاماً الماضية، خصوصاً حين غضت الحكومات الطرف عن الفساد، وجعلت المحاسبة إما انتقائية وفق مزاج شخصي ولتصفية الحسابات، وإما ترك الفاسدين يهربون إلى الخارج، وإما إزاحتهم من مناصبهم من دون أي عقاب.

ولا شك من تابع خطب صاحب السمو الأمير، وسمع كلامه في مجالسه الخاصة، وقراراته، يعلم أن هدفه الأول هو أن يعيد إلى الكويت نهضتها، وأن تكون رائدة في الإقليم، كما كانت في السابق، كمصنع أفكار ومبادرات وخطط ناجحة، واستفادتها من كل جديد في العالم، وتوزيع الثروة وفق عدالة كانت مثالاً في الإقليم، أو بالحد الأدنى أن تكون في مصاف الدول الطليعية في النهضة خصوصاً، الخليجية منها التي أخذت بأفكار الكويت وعملت بها.

لا شك أن هذا يتطلب وجود مسؤولين في كل المناصب، يعملون من أجل خدمة المهمة التي اختيروا لها، ولا يعتبرونها تشريفاً، ووجاهة، ولا يستفيدون منها، أكانوا وزراء أو إداريين، بل يؤدون واجبهم تجاه وطنهم بكل تفان ومسؤولية.

ومن هذا المنطلق، آلت القيادة على نفسها أن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وألا يحيد عما هو مطلوب منه، ولا يخاف لومة لائم إذا كان على جادة الصواب، أما إذا خالف ذلك فإنه يقتص من نفسه بنفسه.

كما أن هناك قناعة أن الكثير من الهيئات والمؤسسات وجدت كمنافع لا أكثر، وبعضها للنفوذ الشخصي والهيمنة على مصالح البلاد، ولهذا تحولت بؤر فساد، أو بالأحرى قامت من أجل هذا الهدف، لهذا شاع النهب الممنهج فيها، بل وصل إلى مواقع كانت تعتبر الحارس على مصالح الدولة العليا، لكنها تحولت ساحات مفتوحة لكل أشكال الممارسات غير المسؤولة، لذا لم يكن مستغرباً هروب وزراء ومسؤولين بمئات الملايين من الدنانير إلى الخارج، ولا كان مستغرباً، أيضا، أن تصبح قاعدة "من صادها عشى عياله" سائدة في كل المؤسسات.

لهذا حين يسأل المواطن: ماذا استفدنا من مئات المسؤولين الذين تعاقبوا على المناصب، وماذا تركوا للكويت؟ لا تجد القيادة إلا الإقرار بأن ثلاثين سنة ذهبت هباء، إما بسبب قلة التدبير، وإما لأن هناك من رأى أن الكويت مجرد "مغارة علي بابا" وبابها مشرع لكل الحرامية.

هذا الوضع الاستثنائي تدركه القيادة، ولهذا بدأت بنفسها، وبأهل بيتها، وأسرتها الكبيرة، لأن لديها قناعة أن "ظلم بالسوية عدل بالرعية"، وأساسها معاملة الجميع سواسية وعدم التفريق بينهم، وعدم الإصرار على التمييز بين إنسان وآخر، لأن غير ذلك يعني العودة الى ما كانت عليه العادة الفاسدة التي كادت تهلك الكويت وأهلها.

لهذا، منذ اليوم الأول لتسلمها زمام الحكم، كانت واضحة بإعلان طموحها، المؤيد من الكويتيين جميعهم، الذين يطمحون، مثل قيادتهم، إلى أن يروا بلادهم دائما الأفضل.

من هنا كانت خطب صاحب السمو واضحة بعدم العودة إلى الحقبة الماضية مهما كانت الأسباب، حتى لو كان ذلك بعمليات جراحية مؤلمة، لأن الوقت ينفد سريعاً، والظروف الدولية والإقليمية لن تسمح بأي تجارب فاشلة، ولهذا فإن أمامنا أشهرا قليلة حافلة بالمتغيرات.

  • أحمد الجارالله

آخر الأخبار