من واجب الحكومة، أي حكومة رشيدة في العالم، حماية منتجها الوطني من المنافسة الأجنبية، لأن هذه الحماية وببساطة شديدة دعم للاقتصاد الوطني، وفي مجال الإنتاج الزراعي هي تحقيق للأمن الغذائي، الذي لا يقلّ أهمية للبلاد والعباد عن أي أمن آخر.
لا يخفى على أحد أن تكلفة الزراعة الإنتاجية في الكويت عالية جداً؛ مقارنة في الدول الشقيقة والمجاورة، مثل السعودية والعراق وإيران واليمن، التي تصدّر كثيراً منتجاتها الزراعية إلى الكويت، مثل الأردن ولبنان وسورية ومصر والسودان، لأن استصلاح الأراضي في الكويت مكلف ومضن، ومستلزمات زراعة أرضنا الصحراوية من سماد وماء ومبيدات، فهي عالية الثمن، ناهيك عن التكلفة المادية لتكييف الأجواء لتلائم النباتات المحمية، المعتمدة كثيراً في مناطقنا الزراعية، لاسيما المناطق النائية؛ العبدلي والوفرة.
أما عن أجور العمالة الزراعية، ورسوم الكهرباء والماء العذب، وأسعار أدوات الحصاد والتعبئة والنقل، فحدّث ولا حرج عن مضاعفتها باطراد؛ موسماً إثر موسم!
كل ذلك، وغيره موجود، ما يجعل المزارع المنتج مطالباً لحوحاً بالدعم الحكومي المجزي؛ كي يستمر إنتاجه الزراعي المتميز بالنضارة والنظافة في أسواقنا، وفي متناول جموع المستهلكين في جميع مناطق سكناهم.
وهذا لن يتأتى إلّا بزيادة ميزانية الدعم الزراعي للمنتج الوطني؛ كي يستطيع هذا المنتج منافسة مثيله المستورد من دول قريبة، وبعيدة عنا، تكلفة الإنتاج الزراعي فيها أقل من تكلفة إنتاجنا الزراعي؛ لكون هذه الدول ذات طبيعة زراعية من حيث التربة والماء والجو ومن حيث أجور العمال!
والدعم الحكومي المأمول أو المنشود من المزارعين الكويتيين المنتجين، يشمل توفير الكهرباء ومياه الري، وتسهيل جلب العمال الزراعيين، وإنهاء معاملاتهم برسوم رمزية، والأهم تطبيق الرزنامة الزراعية العربية للحد من تدفق المستورد وقت توافر مثيله المحلي.
والشاهد: كلفة الإنتاج الزراعي المحلي تفوق كثيراً كلفة الإنتاج الزراعي في الدول المصدّرة للخضار والثمار لنا، ومن دون دعم حكومي مجز وجعل الأولوية للمنتج المحلي في جميع أسواق الخضار والثمار، وخصوصاً أسواق الجمعيات التعاونية الاستهلاكية داخل الكويت، وكذلك لدى وزارات الدولة ومؤسساتها، فإن المنتج المحلي، لن يستطيع منافسة مثيله المستورد في عقر دارنا، رغم ما يميز إنتاجنا الوطني من نضارة ونظافة، وطعم لذيذ ونكهة طيبة، وصحة وسلامة.
أخيراً؛ الشكر والتقدير لمن زرع،وهنيئا مريئاً لمن أكل.
نائب رئيس الاتحاد الكويتي للمزارعين