الوعي العلمي في حياة الزنداني

شفافيات

من المواقف العلمية التي اتذكرها للشيخ الزنداني( رحمه الله)، انه عندما عاد رجال الفضاء الاميركان من رحلة الى القمر، سمحت وكالة الفضاء الاميركية بالاتصال بهم هاتفيا من دول عدة، طلب علماؤها من دولهم ذاك، وكان من بينهم من اليمن المرحوم الشيخ الزنداني، فسأل رجال الفضاء: "هل رأيتهم أخدوداً على سطح القمر يلتف حوله"؟

فقالوا للشيخ الزنداني: "من أنت وما علاقتك بعلم الفضاء"؟ فقال: "أنا عالم ديني مسلم"، فقالوا: "وكيف عرفت هذه المعلومة"؟

فقال: "إنها في القرآن الكريم كتاب الله"؛ فقالوا: "حقا يوجد هذه المعلومة في القرآن الكريم"؟ فقال: "نعم"؛فقالوا:"ماهي"؟ قال يقول الله تعالى: "اقتربت الساعة وانشق القمر، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر"، ولقد انشق القمر كإحدى معجزات الرسول محمد المادية، ورأى الناس القمر منشقا؛ ثم عاد فالتحم مرة أخرى؛ وقد توقعت ان تجدوا أثر هذا الانشقاق على سطح القمر باقيا ودليلا باقيا دائما على حدوث المعجزة".

فقال رجال الفضاء: "هذا شيء مدهش؛ نعم لقد رأينا اخدودا يكاد يقسم القمر نصفين". واكدوا هذه المعلومة المدهشة من فطنة الشيخ عبدالمجيد الزنداني.وقد تم التكتم من قبل وكالة الفضاء على هذه المعلومة التي ادلى بها الشيخ الزنداني لرجال الفضاء الاميركان.

ومما اتذكره من مواقف الشيخ (رحمه الله)، ان الصين الشيوعية كانت ترسل عمالها في مشاريعها في اليمن؛ وكان هؤلاء العمال يحملون الفكر الالحادي، ويعملون على نشره بين العمال اليمنيين في ذلك الوقت؛ فكانوا يقولون للعمال اليمنيين كيف تؤمنون بشيء لا ترونه؟

ويقولون ذلك باسلوب استدلالي متدرج، ليؤثروا على العمال اليمنيين بهدف نشر الفكر الشيوعي، فيقولون: "هل ترون الشمس"، فيقول العمال اليمنيون: "نعم نراها"،

فيقولون: "اذا الشمس موجودة، وهل ترون الجبال فالجبال موجودة، وهل ترون الشجر فالشجر موجود؛ وهل ترون الله"؟ فيقول العمال البسطاء، وقد لجأ بعض العمال اليمنيين الى الشيخ الزنداني، فاقنعهم بأنكم ترون قدرة الله؛ فالله موجود؛ فمن خلق البحر، ومن خلق الجبال، ومن خلق الهواء، فهذه مخلوقات حادثة في الكون فمن احدثها؛ وهكذا زرع في العمال المسلمين اسلوب الاستدلال العلمي العقلاني المبسط فانتصر العمال اليمنيون فكريا واستدلاليا على العمال الشيوعيين.

وقال لهم: "قولوا لهم نحن لم نر عقولكم ايها الشيوعيون؛ فعقولكم إذا غير موجودة، وهذا رد على استدلالهم الناقص". وهكذا وبيسر وسهولة استطاع ان يجعل البساط ينقلب على الدعاة الشيوعيين، ويبطل مكرهم من خلال تحسين اسلوب الاستدال المنطقي، وهذه من حكم الشيخ وليونته في دعوة الناس وفق تفكيرهم "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".

وسأتحدث بشكل اكثر عن علمية الشيخ الزنداني ومنطقيته (رحمه الله) لاحقا إن شاء الله؛ فتابعونا من فضلكم.

رحم الله الشيخ الزنداني رحمة واسعة، واسكنه فسيح جناته، وعوض الامة الاسلامية خيرا عن فقده.

كاتب كويتي