الخميس 09 مايو 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د. خالد عايد الجنفاوي
كل الآراء

تَغَيُّر طَيِّب القلب

Time
الخميس 25 أبريل 2024
View
30
د. خالد عايد الجنفاوي
حوارات

يطفح غضبا قلب الانسان طيّب القلب عندما تبلغ تصرّفات الآخرين السلبية معه حدودا لا تطاق منطقيّا، وربما يتجاوز في غضبه الأخلاقي نقطة التغيّر الجذريّ، لا سيما حين يبدأ تتكوّن عنده قناعات مُؤكَّدة أنّ صفاء قلبه، وما يعتقد أنه صدق نيّته، وما يمارسه من دماثة أخلاق، وإخلاصه وتسامحه اللاّ محدود، مع بعض الناس، يبدو كأنها بدأت تزيد متاعب حياته، وتؤذيه، وربما تُنقِص من قدره عند نفسه.

ومن بعض التصرّفات السلبية التي تدفع المرء، طيّب النّفس والقلب، الى إعادة النظر في جدوى ما هو عليه من طيبة قلب، التي ربما ستغيّره بين ليلة وضحاها الى شخص مختلف تماما (وكأنّه لم يكُن طيّب القلب في السابق)، نذكر ما يلي:

- طَيِّبُ القلب ضحيّة للابتزاز العاطفي: يقع طَيِّبُ القلب ضحيّة لاستغلال وإبتزاز الآخرين، وبخاصة عندما يرتبط بهم عاطفيّا.

وربما تتحوّل العلاقة معهم الى ابتزاز تهديديّ إما بكشف الأسرار الخاصّة، أو الى ما هو أسوأ، وربما يتحوّل المرء الطيّب، تحت هذا النوع من الضغوط النفسيّة السّادية، الى أداة طَيِّعة بأيادي السيّئين.

-عدم الاكتراث بمشاعر طَيِّب القلب: يميل بعض النفر السيئ الى تجاهل مشاعر الانسان طيّب القلب، وعدم الاكتراث بما يشعر به تجاه بعض كلامهم، وتصرّفاتهم النرجسية، وربما الوقحة معه، ما يؤدي الى وصول طيّب القلب الى درجة الغليان الأخلاقي، واقتناعه أنّ إفراطه في تقدير مشاعر البعض هو تصرّف هدّام، يستهلك طاقاته النفسيّة بلا فائدة.

وربما ستدفعه هذه القناعات المتأخّرة الى عملية تغيير ذاتيّة جذرية، وسريعة، بهدف إعادة ضبط علاقاته مع الآخرين.

-نكران جميل طيّب القلب: يميل طيّب القلب بإفراط الى صنع المعروف في غير أهله، ما سيسبّب له أحيانا صدمات فكريّة ونفسيّة شديدة، ربما سترغمه تدريجيّا على إعادة برمجة كل انطباعاته، ومبادئه، وقيمه في ما يرتبط بعلاقاته مع الناس.

- طَيِّب القلب أقلّ الناس حظّا، وآخرهم في سِبَاقَات الحياة، فمن تعوّد على تقديم أولويات وأهداف الآخرين على أولوياته، وأهدافه الشخصية، سيكون دائما الأقل حظّا، والأندر انتصارا، أو نجاحا في الدنيا.

 كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار