زين وشين
للتاريخ، وبناء على تجارب سابقة عايشناها في أدق تفاصيلها منذ ايام "لن نسمح لك"، وما صاحبها من تحريض وترديد للخطاب المشؤوم.
نقول: كلهم قبل الليل سوف يذهبون لينام كل منهم بين زوجته واولاده قرير العين، حتى ذلك الذي اخذته الحماسة، وصفق بقوة اثناء القاء الخطاب طربا لرفع سقف الخطاب، حتى ذلك المصفق يتصور ان دوره انتهي، بعد التصفيق!
والمتهم هو الوحيد الذي سينام خلف القضبان وحيدا، وتعاطفهم موقت ما يلبثون ان ينسوه كما نسي الذين من قبلهم، من رفعوا السقف، ودخلوا في المحظور، وتركوهم يواجهون مصيرهم! البعض هرب إلى الخارج قبل صدور الحكم، والبعض الاخر دخل السجن إلى ان جاء العفو!
رفع سقف الخطاب للتكسب السياسي لا يجدي، وليس من صالح احد، ولا يبني وطنا، ولايصحح مسيرة، او يعدل وضعا نتصور انه مقلوب.
رفع السقف معول هدم في جدار الوطن، وضرب في ثوابت الوحدة الوطنية التي تهمنا كلنا، ومطلوب منا تعزيزها، ولا يتم تعزيزها بهذه الصورة!
والله انهم يدفعونكم دفعا الى تجاوز الخطوط الحمراء لغرض في نفوسهم، وما ان تقعوا تحت طائلة القانون حتى يتخلوا عنكم بسهولة ويسر، ويتركوكم كما تركوا اسماء كانت كبيرة قبلكم، هدّها السجن، وعرفوا معنى خيبة الامل وأضرار التصفيق الجماهيري، والتعاطف الوقتي، فمن طاح طاح وحيدا، يدفع هو وعائلته فقط الثمن، ولن يجد من "الفزعات" إلا هذا التعاطف الموقت، الذي ما يلبث ان يتلاشى، فهو من باب اداء الواجب، وتسجيل المواقف فقط!
نحن لا نفرح حين يسجن مواطن، ولا نتمنى ان يقع مرشح تحت طائلة القانون بسبب حماسة غير مبررة، كذلك لا نقبل ان يرفع مواطن سقف خطابه، وسط تصفيق من حضور، لا يعرف بعضهم لماذا صفق، فيما البعض الاخر لا يقدّر عاقبة الامور، ولو حصل واستدعت الجهات المسؤولة من صفق لرفع سقف الخطاب لأنكر حتى التصفيق، ولتبرأ احدهم من الاخر!
مشكلتنا الحقيقية في ضعف الذاكرة، مع الأسف، نسي او تناسى بعضنا احداث الماضي القريب، وكل ما صاحبها من احداث، وما تبقى من ثارات سياسية، لا يزال البعض يحلم بها.
والدرس المستفاد من تلك الاحداث ان العبرة في النهاية فقد هرب من هرب، وسجن من سجن، واصبحوا يستجدون العفو، فاعتبروا يا أولي الألباب...زين.