حوارات
توجد بعض أنماط سلوك وطبائع بشرية أساسية ومحدّدة، يبدو كأنه يتكرّر وجودها عبر التاريخ.
وتوجد حقائق حياتية شبه ثابتة تؤدي الى خلق سيناريوهات حياتية، فردية واجتماعية، بذاتها، ويمكن للمرء الفَهِيم ذي البصيرة، لا سيما من لديه مَلَكَة أو قوة خاصّة في الإدراك والتفطّن لأمور لا ينتبه إليها أغلب الناس، أن يتنبّأ بِالمُسْتَقْبَل، ومن بعض مبادئ وحقائق وقوانين ووسائل ذلك، نذكر ما يلي:
- التاريخ يعيد نفسه إذا وجدت النّوايا والدوافع النفسيّة ذاتها، سيتكرّر حدوث بعض التصرّفات النمطيّة، إذا تكوّنت في النفوس البشرية نوايا ودوافع نفسيّة بعينها، تؤدي غالبا الى النتائج نفسها أو العواقب في الحياة.
فعلى سبيل المثال، يؤدي ترسّخ مبادئ العدل والمساواة في المجتمع إلى إزدهاره، إقتصاديًّا وإجتماعيًّا، وينتج عن انتشار التسامح شيوع قبول الاختلاف والتعدديّة الفكريّة.
ومن علامات شؤم قومٍ كثرة اللّغط بينهم وتحاسدهم، وتتكرّر الحَبْكات الدِّراميّة التاريخية ذاتها، إذا كرّرت الأغلبية، أو الأقليّة المؤثرة في المجتمع، الأخطاء التاريخية السابقة نفسها.
-قراءة كتب التاريخ تكشف لك عن ملامح المستقبل، فمن يقرأ كتب التاريخ، التي كتبها المنتصرون (أو ما استطاع المهزومون تدوينه هُنا وهُناك)، يلاحظ بعض الإشارات الأوليّة التي تكشف عما يمكن أن يحدث في المستقبل، وخصوصا إذا وجدت لدى القارئ المتعمّق للتاريخ بصيرة حادّة يستنتج بها ما ستؤول إليه الأمور، و"العاقل يقيس مَا لم ير من الدنيا بما قد رأى، ويضيف ما لم يسمع منها إلى مَا قد سمع" ("روضة العقلاء").
-ما نَفَعَكَ في الماضي سينفعك في المستقبل (مع تطبيق التحديثات): من تعلّم من تجارب الحياة يعيد استعمال المبادئ والسلوكيّات نفسها التي نفعته في الماضي، بعد تطبيق بعض التعديلات والتحديثات المناسبة على وجهة نظره الشخصية، وفقا لما يستجدّ في بيئته المحيطة من أحداث، لم تكن متوقّعة، ولقد قالت العرب "ما وَعَظَ امْرَأَ كَتَجَارِبِهِ".
-التفكير خارج الصندوق الذهنيّ: يشير مصطلح الصندوق الذهنيّ الى طريقة التفكير الاعتيادية، فمن يرغب بالتنبّؤ بالمستقبل، يجدر به أن يمارس تفتّحا ذهنيّا يستطيع به التفكير بحريّة خارج أُفُقْ تحيّزاته الفكرية، والنفسيّة الاعتيادية.
كاتب كويتي