دع الخلق للخالق

زين وشين

قال الله عز وجل: "مَا عَلَيْكَ مِنْ حسابهم مِنْ شَيْءٍ"، الله كفيل بعباده، ولو ان كلا منا انشغل عن الناس بتقويم سلوكه الشخصي، وتدارك عيوبه لارتاح الجميع. بالأمس طفت على السطح قضية المذيعة الكويتية، واصبحت قصة الموسم، او حديث الناس في كل مكان، والمستغرب حقا هذا الكم الكبير الهائل من الشماتة، وهذا الكم الاكبر الهائل من الشامتين، من داخل البلاد وخارجها، فلماذا كل هذا، فهل هو حقد، او كره، او غيرة؟

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

يتحدث احدنا وكأنه سليم من العيوب، ولم يرتكب خطأ في حياته، او كأنّه في مأمن عن ان يبتلى في قادم الايام بأصعب مما ابتليت به المذيعة، فيصبح حديثا للناس! وقديما قيل ان شئت ان لا تدور عليك الدوائر فلا تشمت بعاثر، ولا تسخر من مبتلى، ولا تفضح مستترا!

لسنا هنا جهة قضائية، ولا يحق لنا ان ندين بريئا، ولا أن نبرئ مدانا، وقد يكون لمحكمة الاستئناف رأي آخر، ويليها حكم التمييز، لكننا هنا نحذر، وبكل ما اوتينا من قوة، من الشماتة، ولندع الخلق للخالق، ونترك الخوض في أعراض الناس، وكيل التهم، واظهار الشماتة، فمهما كان فهي امرأة، وأم، وكلنا نخطئ، وكلنا معرضون للوقوع في الخطأ.

قد تكون اخطاؤنا أكبر بكثير مما نتداوله، لولا ستر الله عز وجل علينا، فالله سبحانه وتعالى يسترنا، ونحن نتعمد ان نفضح الناس عامدين متعمدين، متناسين ان اشر خلق الله من يفرح بمصيبة غيره، إلا ان دورات الايام سريعة فيصاب الشامت بما شمت.

اتركوا الخوض في أعراض الناس وتجنبوا هذا المنزلق الخطير، فمن منا لا ينعم بستر الله عز وجل عليه؟

روي في احد الأناجيل في قصة امرأة اتهمت بالفاحشة، وأرادوا رجمها، وأرادوا ان يحرجوا المسيح (عليه السلام) بان يشارك هو بالرجم، او ان يعترض على مبدأ الرجم فقال لهم: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر"، عندها تراجعوا، ولم يرمها واحد منهم بحجر، لانهم قالوا لأنفسهم من منا بلا خطيئة؟ فهل من معتبر...زين؟